هنا وهناك في وهاكا

Zapotec civilization جبل ألبان – حضارة الزابوتيك

قررت ببدء إكتشاف المدينة خلال هذه الأيام إلى حين أن تنتهي الإنتخابات، أصوات الطائرات المحلقة تدب في الأجواء، ودوي أصوات سيارات الشرطة والألعاب النارية مسموع في كل مكان كأن جميع هذه الأصوات مجتمعة تريد أن تفرض نوعاً من القوة والخوف على الناس.

شاركت رغبتي بالذهاب إلى السوق الشعبي في المدينة والذي يقع بجانب باصات الدرجة الثانية (هناك نوعين من الباصات، باصات الدرجة الأولى وباصات الدرجة الثانية) مع الموظفة في الفندق. أخبرتني بأنه من الأفضل عدم الذهاب إلى السوق لإن المنطقة غير آمنة، تسألت ما الممكن بأن يكون هناك؟ (لم أكن أعرف عن موعد الإنتخابات في حينها) وهل هذا ما يخبرونه لمن يرغب بالذهاب إلى السوق الشعبي في عمان؟ قررت أن أمضي في خطتي، ولكن أبقيت حقيبتي بجانبي طوال الطريق. بعد حوالي ١٠-١٥ دقيقة من المشي كنت على أبواب السوق، دخلت على طول دون تردد، وجدت البسطات على جميع أشكالها، الخضرة والفواكة واللحوم والأدوات المنزلية والملابس، كانت كأسواقنا تدب فيها الحياة ودن أن أشعر بما يدعو للخوف. تجولت بالسوق واشتريت المانجا والأفوكادو ومن ثم ذهبت إلى موقع جبل ألبان.

قبل الذهاب إلى الجبل إستوقفتني مناسبة في إحدى كنائس المدينة، لوهلة ظننت أنه عرس ولكن بعد أن تمكنت من التحدث مع أحد الحاضرين علمت بأنه إحتفال تقليدي تقوم به العائلات هنا عندما تبلغ صبايا العائلة ال ١٥ من عمرها. من هذا العمر المبكر يتم وضع الإناث في قوالب معينة، من طريقة اللبس والإحتفال لم أتمكن من ملاحظة عمر الفتاة الصغير، وتسألت هل يا ترى يفعلون ذلك للشباب أيضاً؟يمكن الأيام القادمة ستخبرني بذلك.

جبل ألبان يبعد حوالي ٢٥ دقيقة عن وسط المدينة، وهو ما تبقى من حضارة (زابوتيك) والتي عاشت كما يقال حوالي ١٣ قرن في هذه المنطقة وهي من أهم الحضارات التي شكلت تاريخ المكسيك ووهاكا بالتحديد. كم من العجب أن يكتبوا بأن هذه الحضارة بإهلها وبجميع ما شكلت من طرق للحياة أختفت دون معرفة الأسباب، فقط هكذا بيوم وليلة؟ الزابوتيك هم من سكان المكسيك الأصليين الذين تم فرض السيطرة والقهر عليهم مع قدوم الإستعمار الإسباني في القرن السادس عشر لأمريكا.

بعد الإقامة لمدة ثلاثة أيام في الفندق إنتقلت لأسكن مع إحدى العائلات المكسيكية، البيت كبير ومُرفه نوعاً ما ولكن هذا ما تمكنت من العثور عليه. في كل مرة أتواصل بشكل مختلف مع أهل المدينة أشعر أكثر وأكثر بمقدار الشبه بين بيتي وعائلتي بعمان وبين حياتهم هنا. صور العائلة في كل مكان، شهادات التخرج، صور الأعراس، التلفون الذي يرن كثيراً، لفافات الشعر…

أنام في بيت إميليا وأتناول الطعام في بيت أنولفا، شقيقتان تعيشان مع عائلاتهن في نفس المنطقة، يتشاركن الطعام والحديقة والحياة اليومية ولكن أميليا لا تطبخ وأنولفا تتولى شؤون الطبخ بمساعدة (زافيرا). البيت كبير لدرجة أنه يستضيف ٤ طلاب آخرين غير أهل البيت.

تعرفت على مجموعة طلاب من الولايات المتحدة يعيشون معي بنفس البيت وموجودون لدراسة اللغة الإسبانية وللتدريب بالمستشفيات بما أنهم يدرسون الطب. أول حديث دار بيني وبينهم كيف أنهم لم يتمكنوا من الخروج طوال عطلة نهاية الأسبوع بسبب الانتخابات، حيث تم إرسال ايميل لهم من قبل جامعاتهم بعدم الخروج لان الوضع غير آمن، كان إول تعليق لي بأني أمضيت يوم أمس بطوله بالخارج دون أن أشعر بشيء، استغربوا جداً مما قلته لهم، وأنا أفكر بأن هذا السيناريو ليس بجديد، نفس التشويه للحقائق ولكن مع اختلاف الزمان والمكان وكأن دم وروح البعض من الناس إغلى وأثمن من آخرين.

تجربتي في سوق الخضرا كانت مختلفة لأَنِّي ذهبت بصحبة أنولفا، السوق كبير ويوجد به العديد من البسطات وهناك علاقة واضحة بين صاحب/ة كل بسطة ومن يأتي للشراء. مباشرة تذهب أنولفا للشراء من البسطة المعتادة للشراء منها، تحدث عملية مبادلة ولكن مع وجود عامل النقود وتعطي صاحبة البسطة نبتة للأكل كانت قد قطفتها من حديقة منزلها لتبيعها على بسطتها، تذهب إلى بائعة الورد وتعطيها بعض من الجرائد ومن ثم تذهب إلى بائع اللحم وتشتري قطعة دجاج واحدة وتعطيه كيس بلاستيك ليعيد استخدامه، لاحظت أن التسوق هنا يكون لحاجات العائلة يوم بيوم، الطبخة تكفي ليوم واحد فقط، خبز التورتيلا يجهز كل يوم حتى الثلاجات تقريباً فارغة إلا من بعض الخضار والفاكهة.

داخل موقع جبل ألبان

Mini Avecado الأفوكادو المصغرة

Celebrations at the church entry الاحتفال على مدخل الكنيسة

Local market entrance مدخل السوق الشعبي

With my host Amelia مع أميليا – صاحبة البيت

Tortillas التورتيلا بالشارع

Streetsides handicrafts حرف يدوية بالشارع

Ingredients for the day’s meal from the market في سوق الخضرا-السلة التي تحتوي على مكونات الطبخة اليومية