تجوال مع أهل فلسطين

IMG_3149

قبل شهرين كان لنا في تغميس تجربة حياتية أكثر من رائعة، عشنا روح التجوال مع اجمل ٢٥ شخصا من أهل فلسطين. فلسطين، بقراها ومدنها وحكاياتها ورائحتها وأغانيها كانت حاضرة معنا، كانت هذه من المرات القلائل التي نكسر فيها الحدود الوهمية ونجتمع معا لمدة ٤ أيام، نتجول ونتعلم وننغمس بجمال طبيعتنا وتاريخنا وأرواحنا.

الصراحة كان هناك شعور ممزوج بالتحمس والقلق، لم نكن نريد لأي من السياسات القاهرة أن تفسد روح وجمال الخلطة، أردنا أن نعيش هذه ال٤ أيام بكل إنسانيتنا، دون أحكام أو قهر أو منع لأي حرية تجول أو تنقل نتيجة لممارسات فرضت علينا، أردنا فقط آن نمارس إحدى أبسط الغرائز البشرية …. وهي أن نتعلم دون قيود.

بكل حماس توجهنا الى جسر الملك حسين في الشونة الجنوبية لنبدأ تجوالنا، حب وحماس من اللحظة الأولى، تحول الباص الى حلبة مصغرة من الغناء والرقص. من هناك توجهنا الى وادي الهيدان، ٥ ساعات من التجوال والمشي بالمياه وبين الصخور الطبيعية وبعد ذلك انطلقنا الى الشمال لتكون غابات راسون واشجار البلوط والسنديان بيتنا لهذة الاربع أيام.

بين عجلون وجرش والسلط وأم قيس تشاركنا أفكارنا وأحاديثنا وأغانينا وتعمقنا بأرواح بعض، تنقلنا بين الطبيعة والتاريخ والأهالي، كل له بصمته في تجوالنا. في أم قيس وعلى مشارف بحيرة طبريا توقف الزمن لساعات قلائل، كان صوت التأمل والذكريات والمستقبل المنشود أعلى من أي شيء، الأرض قريبة ولكن الوصول صعب.

بتغميستنا بالتجوال كانت قصصنا حاضرة معنا من بقاع فلسطين المختلفة، رام الله، نابلس، القدس، بيت صفافا، فرخة، قلنديا، أسرى محررين، بالنسبة لنا كانت هذه قصص وأماكن نسمع عنها، كل شيء يبعدنا أكثر وأكثر عن بعض، نستخدم الضفة الغربية بدل فلسطين، الأسرى المحررين أشخاص نسمع عنهم ولكن لا نعرفهم أو نسمع منهم، قرى فلسطين أصبحت أماكن لا تذكر ولا حتى على الخريطة. في تغميستنا تساءلنا عن وقع ودور التجوال في نفس كل واحد منا، تعددت الأجوبة والخواطر ولكن خرجنا بفكرة أن التجوال هو شكل من أشكال المقاومة الغير مباشرة، مقاومة لكل القوى التي تجعلنا على جهل بقصصنا وتاريخنا وأماكننا، وتنسينا أن وجعنا وحبنا وألمنا واحد.

بعد هذا التجوال أصبحنا أقرب الى بعض، نتابع بشغف ما يحدث في قطاع غزة، أسر ضياء ومنير، دعاء وزيارتها لبيوت الشهداء، أصالة وشغفها وهمها ورغبتها لعمل كل شيء لأهل غزة، صور ملك في القدس…. لم تعد القصص بعيدة بل أصبح لها رائحة وشكل ووقت وزمان ومكان.

أحب أهل الملتقى التربوي العربي في فلسطين التجوالات على أرضها وأرادوا لهذه التجربة أن تتوسع أكثر فكان هذا التجوال الثاني لهم في الأردن، يتجولون حاملين في صدورهم فكر “تجول في الأرض تمتلكها”.

شكر من أهل تغميس على هذا التجوال، تعلمنا الكثير ومازال أمامنا العديد من الأماكن التي تنتظرنا لنتجول بها ونتعلم منها وعلى أرضها.

حب وحنان لكل أهل الملتقى التربوي في فلسطين وإلى لقاء.

لمشاهدة المزيد من الصور

فيديو التجوال