4/6/2015 أول يوم في وهاكا

ز

سرعة الطائرة وهي تحلق إلى المكسيك كانت أشبه بما يحدث داخلي من أفكار متسارعة. حماس وقلق وخوف، عالم مختلف كما أسمع ولطالما أردت أن أكتشف. بهذه الرحلة حاولت أن أعيش فكرة ” لا للقلق”، الطائرة تأخرت أم لا، من سيجلس بجانبي وكل الأمور المتعلقة بالسفر، كانت الأمور ميسّرة في معظم الأحيان، حتى عندما ألغيت الطائرة الذاهبة إلى وهاكا، كانت ميسرة بتبعاتها. وصفة ” لا للقلق” جميلة عندما نتمكن منها.

أولى مغامراتي كانت عندما ألغيت الطائرة الذاهبة إلى وهاكا بعد إنتظار حوالي ساعتين ونصف في مطار هيوستن والسفر لمدة حوالي ٢٢ ساعة وذلك بسبب وجود إعتصام للمعلمين في المكسيك مع اشتداد ذروته في وهاكا. شركة الطياران الأمريكية تركتنا مع كوبون خصم للإقامة في الفنادق القريبة من المطار التي توفر خدمة الإستقبال والذهاب. بدأت رحلة البحث عن فندق مع إعتذار الشركة المزودة عن توفر غرف وطلب الإتصال بعد فترة للتأكد مرة أخرى. في هذه الأثناء إقتربت مني صبية وسألتني اذا كنت أود أن أشاركها الغرفة مع صديق لها وهو بصحبة طفلته التي لا تتجاوز العامين لانه لا يملك ثمن الإقامة في الغرفة (والتي كانت حوالي ٧٠ دولاراً أمريكياً بعد الخصم)، فكرت لدقيقة ومن ثم قلت ما المانع. عندما تعرفت عليهم وجدت أن الصبية إسمها “داماريس” من السلفادور والرجل “خورخه” من المكسيك ويعيش في وهاكا. وصلنا الفندق وتشاركنا الغرفة، لم أشعر بأي قلق أو خوف، جلسنا نتحدث وكانت داماريس تترجم لنا. بالأول لم يعرفوا أين هي الأردن وظنوا أني من “جوردن” بالولايات المتحدة. أخبرتهم أين أعيش بالعالم العربي، بين سوريا ولبنان وفلسطين، ولإن خورخه يتمتع بحس ديني مسيحي استطاع أن يميز فلسطين والقدس وشاركتهم بعض من الصور لبيت لحم التي كان قد أعطاني إياها صديقي معتصم بعد مجاورة العودة. ذهب بِنَا الحديث عن الحجاب وفكرته حيث كانوا يظنوا بأنه مرتبط بالزواج، من هي متزوجه تلبسه ومن هي غير متزوجه لا تلبسه. هل يا ترى المصائب والمشاكل تجمّع الناس وفي لحظات ننسى مخاوف المدنية الحديثة والتقرب من الغرباء؟

وفي هيوستن لا بد لي بأن أقول بأني لم أكن أعرف بمدى إستخدام اللغة الإسبانية هناك، مثلها مثل اللغة الإنجليزية تقريباً، لأقراء فيما بعد عن الحرب المكسيكية الأمريكية في منتصف القرن التاسع عشر والتي على أثرها إحتلت تكساس ونيو مكسيكو وكاليفورنيا وأصبحوا جزءاً من الولايات الأمريكية.

وأنا أطير فوق خليج المكسيك، يوم ٦/٤/٢٠١٥ الساعة ٩:٢٠ صباحاً بتوقيت هيوستن، فكّرت بعظمة الخالق وأنا أرى جمال طبيعة المكسيك من الطائرة وبضعف قدرة الإنسان الذي خلق وقوته المدمرة التي يستخدمها بمنح الحق أو عدمه لإنسان آخر برؤية كل هذا الإبداع. وبكيف أن العالم صغيرٌ كبيرٌ بنفس الوقت، ومن تناقضاته بأني مضطرة للتعامل مع كل ما هو وهمي ومن صنع الإنسان من قوانين وشروط سفر لأكتشف ما هو طبيعي وحقيقي.

وصلت مطار وهاكا واختلف واقع التعامل من اللغة الإنجليزية إلى الإسبانية وبدأت بإستخدام لغة الإشارة وأحسست بمقدار جهلي في بيئة مختلفة ودوائر غير دوائري.

   إستقليت تكسي كولكتيفو (Collectivo)

بدلاً من التكسي الخاص والذي يقل حوالي ٨ أشخاص ويكلف (٧٠ بيسوس= حوالي ٣دنانير). لم تتجاوز الرحلة من المطار إلى الفندق الذي أقمت فيه لمدة ٣ أيام والذي يقع في وسط المدينة في شارع كريسبو سوى نصف ساعة.

إستلمت غرفتي ووضعت حقائبي واستكشفت الفندق والتراس الجميل المطل على المدينة. ومن ثم اتصلت مع “سيرجيو” صديق منير فاشة الذي من المفروض أن يعرفني على المدينة. وصل “سيرجيو” إلى الفندق وذهبنا في جولة إلى وسط المدينة، أخبرني أكثر عن إعتصام المعلمين والذي هو امتداد لإعتصامات في السنوات السابقة بسبب رغبة الحكومة بإعادة تشكيل نظام التعليم بحيث يعمل على سلب المعلمين جزءاً من حقوقهم. بعد ذلك ذهبنا إلى وسط المدينة مروراً بزوكالو وشوارع إندبيندينسيا ومن ثم تناولنا طعام الغداء في مطعم صغير في أزقة وهاكا، تناولت تاكو اللحم مع عصير المانجا الطازج.

عدت إلى الفندق وحاولت مقاومة النعاس حيث أن هناك ٨ ساعات فرق في الوقت، باءت محاولاتي بالفشل وعلى الساعة ٦:٣٠ مساء بتوقيت وهاكا (٢:٣٠ صباحا بتوقيت عمان) ذهبت في سبات عميق لأستيقط ثاني يوم على الساعة ال ٥ صباحاً.

Me, Damaris, Jorge and his daughter Anna at Houstan Airport داماريس وخورخيه والطفلة وأنا في مطار هيوستين

inflight magazine… small scale resistence شكل بسيط من المقاومة، تعديل الخريطة لمجلة الطائرة الذاهبة إلى وهاكا

Collectivo تكسي كوليكتيفو

Oaxaca from the hotel’s terrace on Crespo St. وهاكا من تراس الفندق في شارع كريسبو

Oaxaca’s streets, city center شوارع وهاكا، وسط المدينة

protesters’ tents from teacher’s demonstration at the city center خيم إعتصام المعلمين في وسط المدينة

 

رحلة تغميس التعلميّة إلى المكسيك

img_6008

شغف التعلم لا يعرف بلدان ولا حدود، وتغميس في رحلة تعلميّة إلى المكسيك لنتعلم من ومع أهل وهاكا والتشيابس والزباتيستا الذين رفضوا نظام الحياة الحديث والمؤسسات وعادوا إلى الأرض بقولهم “كفاية” “Ya Basta”.

أنا الآن بمنطقة تسمى وهاكا في جنوب المكسيك، عدد سكان البلدة حوالي ٧٠٠ الف نسمة. لأصل إلى وهاكا إضطررت للسفر لأكثر من ٢٧ ساعة خلال ٢٤ ساعة، غريب أن أقطع قارتين وأصل بنفس اليوم. كان مسار رحلتي، عمان-باريس، باريس – هيوستن (أمريكا)، هيوستن – وهاكا (المكسيك). ولكن من حظي السيء أو الجيد انه تم إلغاء الرحلة إلى المكسيك بعد إنتظار أكثر من ساعتين وذلك بسبب إضراب للمعلمين هناك وسيطرتهم على المطار في نفس اليوم “سأحدثكم عن كل التفاصيل لاحقاً”.

سأمكث في المكسيك حوالي شهرين، لا أعرف ترتيب جدولى فيها ولكن سوف أمشي مع إيقاع الحياة هناك لإنه كما يقال “التنظيم تخريب” في بعض الأحيان. سأعيش مع أهل البلدة في بيت إحدى العائلات، أحاول أن أتعلم لغتهم، أتعرف على طبيعة حياتهم كما هي وليس كما أراها على التلفاز أو أسمع عنها.

بدأ موسم المطر باكراً كما يقولون هنا على عكس العادة بآخر شهر حزيران. الطقس جميل إلى الآن، شمس، درجة الحرارة مناسبة، مطر ولكن مع بعض من الرطوبة.

سأحاول أن أعيّشكم معي جزءاً من التجربة، بالصور والكلمات مع ان الواقع قد يكون مختلفاً وكل امرءٍ قد يراه من تجربته، ولكن بالنهاية الأفكار والمعرفة لها أجنحة وستصل إلى كل شخص بطريقته.

شكرًا لكل من جعل هذه الرحلة حقيقة وَيَاريت كل أهل تغميس معي هنا.

ريف

وهاكا – المكسيك

img_5949

ليلة السفر

img_5951

واكتبيلو يا ريفو بالمكسيكي، يجمع شملك مع شملو ويراضيكي

img_5952

الطبلة في الرحلة معي إلى المكسيك. دينا ذكرتني إنها يجب أن تكون رفيقتي ويامن اشتراها

img_5991

المكسيك من الطائرة

img_5994

من الطائرة إلى أرض الواقع

taghmeeseh into standards تغميسة بالمعايير

11392955_712798968847252_2346315677196105560_n

في شهري أيار وحزيران من كل عام يكثر النقاش بموضوع التعليم والعلامات والنجاح والرسوب ومن هو متفوق ومن هو غير متوفق، لذلك أردنا لتغميستنا بأن تكون بموضوع المعايير وبمن يضعها؟ ومن المستفيد منها؟ وبكيف تؤثر على طريقة حياتنا؟

كانت أبواب “مكان” مستضيفة لتغميستنا، بدأنا جلستنا التي يسّرها محمد الطيب من أهل تغميس بسؤال نتشاركه ونتعرف فيه على بعض بقصة، كيف أثرت المعايير في وعلى حياتنا.

تنوعت القصص والتجارب وطريقة فهمنا ورؤيتنا للمعايير. تحدثنا عن دور المجتمع والعائلة والمدرسة بوضع المعايير وقدرتنا الشخصية على تحديد المعايير التي تتناسب مع طريقة حياة كل شخص وشخصيته، وكيف أن المعايير شيء غير ثابت وتتغير مع طبيعة الحياة المتغيرة. بالإضافة تحدثنا عن المعايير السلطوية التي تضع الناس في قوالب وطبقات وعن الإحساس بالرضا كوسيلة لمعرفة اذا كنا متصالحين مع ذواتنا أم لا، وبكيف أن المعيار الشخصي مختلف عن أي معيار آخر وبالتالي أهمية عدم قياس أنفسنا مع من هم في دائرتي أو أية دوائر أخرى.

هذه الحكايات أخذتنا إلى المزيد من الأسئلة حملناها معنا بعد التغميسة؛ هل نعمل على توحيد القيم الاجتماعية أم نركز على أنفسنا فقط؟ هل الخلاص فردي أم جماعي؟ هل نستطيع أن نعيش في عالمنا الخاص؟ هل هناك مجال أن نتجاوز المعايير
ونعيش من دونها؟
ضمّت التغميسة جزء من أهالي تغميس القدامى ووجوه عديدة جديدة كانت معنا، وفي كل لقاء ننقش جميعاً أفكارآ نابعة من حياتنا، فشكراً لكم.
كل الشكر لمكان: مساحة فنية على الإستضافة ونتمنى أن يبقى “مكان” في مكانه.

Around this time of every year, our youth are routinely undergo a period of standardized testing as a means of measuring their intelligence and self-worth.  It is a period in which numbers delineate future prospects, marking youth as failures or successes at remarkably younger ages than ever before.  In solidarity with today’s youth, our Taghmeeseh took us into standards, asking what they are and who places them?

Sitting within Makan, we were guided by Mohammed Tayyeb from ahel taghmees to begin our conversation by sharing our name and a personal story around what standards have impacted us.  Our stories drew out a range of sources for standards, whether set personally or by society, religion, school, parents, workplace, or any authority that put a measure for what is good, bad, right, wrong, pretty, ugly, successful, failure, etc.

Questions came up around the necessity for standards.  Do our current measures honor our values of humanity and dignity?  Would there be chaos without them? What standards are good for our society?  Where are the measures that serve us all? How do we begin setting standards for ourselves for a better society?  Is the question personal or communal?  What comes next?

Our thanks to all who supplied our taghmeeseh with a rich table full of good people, food, and conversation.

For more pictures للمزيد من الصور

welcome gender brunches

Earlier this year in January 2015, Taghmees had the great pleasure of welcoming a diverse group of students from the SIT Graduate Institute (School for International Training) to spend a morning with ahel taghmees in Darna.  Our learning was mutual and abundant, as we got to hear about their experiences, listen to their reflections, and share our own story with Taghmees, while allowing the space for them to experience (and taste) it first hand.  In the spirit of taghmees, we were each welcome to take whatever we needed from the moment and each other’s stories, weaving in the parts that were missing from our own. Last week, we received a message from Scott, a member of the group, who was kind enough to share how some of his story has unfolded since our time together.

We originally designed Taghmees Social Kitchen as an organic medium for learning with a simple recipe of mixing people, food, and fabric. It’s always wonderful to see people adopting the spirit and adapting the details to suit their own community and context. So it was with great joy that we read the following:

“I don’t know if you remember me specifically, but I was one of Aqeel’s students that you meet back in January.  I wanted to take a minute to let you know what kind of inspiration you and Taghmees have been for me since then.  What I really took from experiencing Taghmees, was the importance of using food, and specifically the sharing of food, as an environment for creating open dialogue, particularly about social issues.  So I used this in two ways.

The first is that I took an afternoon and went back to the high school that I used to teach at before coming to SIT.  I set up an after school discussion circle, one time with a group of about six students, and I brought fresh baked bread, hummus, vegetables, tea, etc. and we sat and discussed the topic “What is the point of school?”  I used it to both practice my questioning and facilitating skills, as well as to get them thinking critically about what they were doing in school and what they were getting out of it.  It turned out to be an amazing experience for everyone.

The second thing that happened, was that a colleague and I started, what we called Gender Brunches, at SIT on Sunday mornings.  We used brunch as a means to get people together and discuss gender issues, both on campus as well as relating to the world at large.  We used the first 20 minutes or so to mingle and prepare food and eat, and then we separated by gender, continued eating, and had facilitated discussions that went over a range of gender based issues.  The goal of everything was to get people talking more about all of these things and to improve communication among the genders.  Again this turned out to be very successful.  We ended up averaging over 20 participants each time, and people commented that they really enjoyed having that safe space to talk and share.  It is something that I will be pushing to have next year’s students continue.

So, on Aqeel’s urging, I wanted to share all of that with you, to let you know, that even though it was a very brief introduction to you, to Taghmees, and all that you are trying to accomplish, it had a big effect on me and will continue to shape how I approach social change in the future.  Thank you so much!

Sincerely,

Scott K.”

Thank you for sharing, Scott, and thank you, Aqeel, for the encouragement.

تغميسة بالحدود … محاولتي للإنغماس بلا حدود

gw3b3189

كنت أُيسر الجلسة وفي داخلي مشاعر مختلفة، لأول مرة من المرات القلائل التي أيسر فيها التغميسات لم أجهز لها مسبقاً ولم أضع أسئلة أو حدود لتغميسة الحدود وكنت مأخوذة بالتجهيز العملي لدارنا، مبسوطة بالعمل بيدي وتركت “مخي” دون أن يفكر بحدود الجلسة وكان مأخوذاً بجمال ما يحدث خارج “دارنا” بعمان ليذهب إلى القاهرة والناصرة ورام الله. حاولت أن أنشر بعض من الصور التي تبادلناها على صفحات التواصل الاجتماعي ولكن لم تكن هناك عبارات لتعبر عن جمال ما يحدث.

عندما أرسلت نسمة أول صورة “للقاهرة الآن” شعرت بأني مع نسمة على الطريق ومع روزين بشوارع الناصرة ومع ميسان برام الله. تمعّنت بالصور ولفت نظري السماء والشمس ولحظات الغروب في الأربع مدن وبمدى تشابههم، لم يكن هناك حدود لهم، لتقول لنا الطبيعة بأنها آقوى من أي قوة تفصلنا عن بعض وعن أي خطوط على الورق وأي سياج على الأرض وعن أي فكرة في الذهن. أرى الشمس والسماء كل يوم ولكن أنسى انهما أكبر وأبعد عن ما هو موجود في إطار حياتي لتأتي الصور وتذكرني بذلك.

رن تلفون تغميس بحدود الساعة الرابعة، كانت صبا تسأل عن موقع “دارنا”، شعرت بالخوف بأن يكون أول الواصلين يريد الحضور باكراً وأنا غير جاهزة، ولكن سرعان ما تحول هذا الخوف إلى فرح وأمل وضحك عندما وصلت صبا ومعها دينا “المصرية” القادمة من “مساحة” بمصر والتي رغبت بأن تحضر الجلسة بعمان. جلسنا نتحدث ومن ثم وضعنا بعض الصور على الجدران، وما أن إنتهينا حتى وجدت بأن الصور التي إخترتها تلخص ذكريات جميلة في حياة “تغميس”، صورة لأول تغميسة لنا بشهر ٩ عام ٢٠١٣ وصورة لأول أكل تغميسي جهزناه “بالسفرطاس”، وصورة لأول مرة نتعرف فيها على منير فاشة وآخر صورة كانت لأول مرة نأكل فيها الصاجية والتنيكية مع أطفال قرية غرندل في الطفيلة. ومن ثم وقفت وتأملت بأين نحن الآن، نجهز لتغميسة الحدود التي لا تعرف الحدود، وكيف كنا نتحدث بالتجوالات والمجاورات والتغميسات السابقة بأننا نكسر الحدود، ومع كل نشاط جديد نقوم به ومع كل “لمّة” يكون الصدى أوسع وأشمل وكأن الأقدار كانت على موعد معنا عندما تقابلنا لأول مرة لنصنع المعجزات.

الساعة السادسة وبدأ الناس بالحضور، لم أكن أعرف ماذا أتوقع ولكن كنت أعرف بأن الجلسة ستكون رائعة بأي شكل وكذلك كان، تنوع جميل بكل شيء، أخذنا نقاشنا إلى داخل أسوار المدارس وغرف الجلوس وعائلاتنا وإلى الشوارع والعمل والذات والبلدان وكل ما هو مرتبط بكلمة حدود، لأشعر بأننا أرواح وأفراد ولدت دون حدود تريد أن تنطلق كما قالت طالبة بالمدرسة كانت حاضرة معنا بالتغميسة.

“أريد أن أنطلق” كانت من الكلمات التي علّقت معي بهذه التغميسة لتأتي الساعة التاسعة وتنتهي الجلسة، شعرت بنوع من الراحة لأنني لم أكن أرغب بأن أيسر الجلسة ورغبت لها بأن تكون عفوية، تخليت عن دور الميسرة لفترات لتكون نقاشاتنا خالية من القيود والحدود ولكن للأسف لم أستطع دائماً.

المزيد من صور التغميسة

SIT تغميسة مع طلاب جامعة

 

من الأشياء المحببة الى قلوبنا في تغميس هو أنه يفتح مساحة للتعلم خارج أي حدود جغرافية، حيث ان السر بالخلطة وبمكونات تغميس الأساسية؛ النقاش والأكل والنسيج الاجتماعي..

مع بداية العام كان هناك لقاء لأهل تغميس مع طلاب من جامعة SIT في الولايات المتحدة لنتناقش بأشكال القيادة في المؤسسات الإجتماعية بهدف الوصول الى العدالة الاجتماعية. كان موقع تغميستنا هو “دارنا” وكان هدفنا هو التعرف على بعض وعلى تغميس كوسيط للتعلم.

“تغميس” كانت إحدى محطات التعلم التي قامت بها المجموعة في الأردن  بهدف التعرف على مؤسسات وأفراد معنين بالعمل بالمجال الإجتماعي. المجموعة كانت متنوعة بالأعمار والجنسيات والأصول، مين أين جاؤوا والى أين ذاهبين، ولكن ما جمعنا هو حبنا للتعلم.

اختلافنا كان طريقنا وشغفنا لنتعرف على بعض ونسمع قصصنا المختلفة. كانت مواضيع التنمية والجندر والمؤسسات والمجتمع من الأمور الحاضرة بيننا. بدأنا نقاشنا بالأسئلة التي تدور في ذهن وبال كل منا والأمور التي يودون التعرف عليها والتعلم عنها. كيف ممكن أن نفكر بالتنمية بطريقة مبدعة وخلاقة؟ كيف لنا أن نتعامل مع المجهول والمرحلة الإنتقالية التي نعيشها؟ ما هي السياسات التي تتحكم بعملية التنمية والإدارة؟ كيف نتشارك الرؤيا؟ المرأة الأردنية بالمجتمع، ماذا كانوا يتوقعون وماذا وجودوا على أرض الواقع؟ وما هو الفرق بين المؤسسات/الجمعيات الدولية والمحلية؟

تحدثنا عن تغميس وعن الفرق بين التعلم والتعليم وعن التنمية وكيف ننمو ونتطور. تناقشنا بكيف أننا نحاول أن نجد طريقاً آخراً تكون عناصره ومكوناته من ما هو موجود لدينا وليس ما ينقصنا، نجد حلولاً اجتماعيةً نابعةً من تجاربنا الشخصية وحياتنا وليست تجارب مستوردة وبعيدة كل البعد عن ما نعرف ونمارس ونعيش، ببساطة كيف نستخدم ما هو تقليدي لنغير التقليدي، لأن التعليم بشكله الحالي غير متاح للجميع والحياة مليئة بما يمكن أن نتعلمه لكن أسلوب الحياة المسيطر ينكر أي معرفة خارجة عن إطار المؤسسات التعليمية التقليدية.

إستمر النقاش بين الطلاب وأهل تغميس خلال مشاركتنا للأكل، حيث تعرف الطلاب على قلاية البندورة والزيت والزعتر والزيتون القادم من جرش والجبنة البيضاء من البارحة في اربد والمقدوس ومربى السفرجل ومربى الباذنجان واللبنة والحمص. غمّسنا جميعا بالأكل وإنغمسنا بالنقاش على مستوى أكثر حميمية، نقاش عمل على تحطيم بعض من الصور النمطية المشبعين بها.

جلستنا تخطت حدود “دارنا” وذهبنا في جولة الى جبل القلعة وحارات جبل اللويبدة، لنرى ونتساءل أكثر بما فعتلة التنمية بجبالنا وأثارنا، نتعلم ونحن نتجول ونستخدم جميع حواسنا.

في كل لقاء نشعر بكم نحن محظوظون بأن نكون ضمن هكذا مجموعات. كم هائل من الرغبة بالتعلم والأمل والمعرفة. وأجمل ما في هذا اللقاء هو تفاعل أهل تغميس مع الطلاب لنتعلم جميعاً ونحاول أن نرى بعض دون أي صور إنطباعية مسبقة.

taghmeeseh into humanity تغميسة بالإنسانية

11009980_657796477680835_292638677983133118_n

في آخر تغميسة لنا بالإنسانية أردنا أن نتوقف لبعض الوقت لنفكر بمعناها وبتجارب عشناها حرّكت شيء بداخلنا. في هذه الفسحة الفكرية بدأنا بوقفة صمت نعبر فيها عن حزننا لأشكال القهر والعنف المختلفة التي نراها بالعالم وعن إنسانيتنا الضائعة.

هذه الجلسة كانت طريقنا لنتحدث عن أشكال الظلم التي نراها كل يوم، القريبة منا والبعيدة، ولكن مع أسلوب الحياة السريع الذي نعيش لم نَعُد نحرك ساكناً وأصبح كل شيء “عادي”، وأصبحنا نقيس إنسانيتنا بعدد الذين يموتون أوعندما يُدق أقرب باب ليشعرنا بالخطر.

بدأنا بسؤال ما هي الإنسانية وكيف يمكن لكل شخص أن يعرّفها؟ كان من الصعب أن نجد تعريفاً لهذه الكلمة المرتبطة بكينونتنا. تساءلنا عن سبب إرتباط الكلمة بشكل مباشر بالمآسي والكوارث الإنسانية التي نسببها لبعضنا البعض، ولماذا تختفي بإختفاء الُمسبب.

ذكرنا بأن الإنسانية محاولة لتهذيب الإنسان وبأنها شيء من الصعب أن يقاس، نولد معها وتشكل ما بداخلنا، وهي أكبر من أن نضعها بقالب واحد وتذهب بنا إلى تساؤلات أكثر من إجابات.

وخرجنا بمجموعة من الأسئلة، ماذا لغى إنسانيتنا؟ ما هو الإنسان؟ وهل تعريف الإنسانية مربوط بألم الآخر؟ ما هو دور الإعلام بتعظيم أمور مرتبطة بالإنسانية؟ وما هي المعايير التي تجعلنا نتعاطف مع قضية دون الأخرى؟

قد نكون إنسانيين برؤيتنا لأبسط وأجمل وأصغر الأمور، عندما تتفتح الزهرة وتثمر الشجرة وعندما نحب الخير للآخرين وبأبتسامة نراها على وجه من يُحب ونُحب. من الممكن أننا نحرم أنفسنا من الإحتفال بجمال أبسط الأمور ولكن كلما أجلّناها كلما أصبحت إنسانيتنا بعيدة عنا أكثر وأكثر، نعيشها للحظات آنية وبطريقة فوقية لتعظم “الأنا” التي بداخلنا بدلاً من أن تهذبها.

كل الشكر لطمي للتنمية الشبابية على الإستضافة ولكل من كان معنا من الأهالي الجدد والقدامى.

Our latest taghmeeseh into humanity was a mixture of the bittersweet, as it allowed us to celebrate the best in us as human beings, as well as reminding us of the worst.  Living in times of war without end and profit before people, it is no wonder that our humanity poses a difficult question.

What is the measure of our humanity?  How can we retain our humanity when people are more often being reduced to mere numbers?  How can our humanity survive all the suffering in the world?  What aspects of our humanity can we celebrate?

Our thanks to Tammey for Youth Development for opening your doors to us and to all ahel taghmees who were able to join us for this thought-provoking and emotional engagement.

لمشاهدة المزيد من الصور For more pictures

taghmeeseh into contradictions تغميسة بالتناقضات

10980759_652878811505935_7470622749849771872_n

بعد فترة غياب عن تغيمسات يوم الجمعة، عدنا لنجتمع في “دارنا” وننغمس بموضوع التناقضات. بأول تغميسة في عام٢٠١٥ كان هناك شوق لنتناقش ونتعلم ونغوص بمعنى التناقضات.

بدأنا جلستنا بالتعرف على بعض وبرواية تجربة نعيشها أو عشناها في حياتنا تمثل لنا حالة من التناقض. تنوعت وتعددت التجارب والقصص، من التناقض الذي نعيش داخل وخارج البيت ووسط من نحب، التناقض بالعمل، التناقض بهويتنا، بطريقة لباسنا وبإيماننا وبمبادئنا.

الأسئلة وجو تغميس كانت وسائلنا لنتعلم. بدأنا بمجموعة من الأسئلة وخرجنا بالمزيد منها، هل الإنسان مجبول بفكرة التناقض؟ ما معنى التناقض؟ متى نسمي الحالة متناقضة؟ لماذا نعيش حالات مختلفة من التناقض؟ ما الفرق بين التناقض والتنوع والنفاق؟ هل التناقض موجود بالنسبة للدول والمجتمعات وإلا فقط بين الأفراد؟ ما دورنا نحن بالمجتمع للتقليل من حالات التناقض التي نعيش؟ وهل تعودنا على العيش بتناقضات؟

إكتشافنا لذواتنا هي رحلة، قد نجد فيها ما هو جميل وما هو غير مرغوب فيه ولكن أجمل ما في بالموضوع هو أن نبدأ هذه الرحلة، لإن ما في دواخلنا هو سر وكنز يجب أن “نبحش” عنه كي نجده.

كل الشكر لأهل تغميس على الحضور ولمشاركتنا الأكلة والمعرفة.

From our recent taghmeeseh into contradictions in Darna (home to Taghmees and the Arab Education Forum), bringing together new friends and old to weave together our experiences, stories, and reflections for personal learning.

Our gathering was rich in self-contemplation and confrontation, trying to come to terms with our internal contradictions and make sense of external ones. We explored the gap between what we say and what we do, attempting to see our contradictions in terms of learning, discussing ways to align our actions with our beliefs. As it is often so much easier to see contradictions in others, a process of self-observation and reflection was suggested as an approach to better self-understanding.

We immersed ourselves in so many questions: why do contradictions exist? What does it mean when I say one thing and do another? To what degree can we live by our personal ethics and beliefs? How often does daily life force us to live contradictions? Do the contradictions within society exist within us? Who benefits from these contradictions? What is the importance of recognizing contradictions as they arise?

Our thanks to all those who brought their stories, thoughts, and home-made dishes, it was an overall delicious affair!

For more pictures لمشاهدة المزيد من الصور