الأيام تُكمّل بعضها ولكن لا بد من أن نقف كل فترة لنتأمل بما نعيش من تجارب وماذا نتعلم منها.
عام ٢٠١٩ كان عام الزراعة بإمتياز، تعلمنا طرق الزراعة الطبيعية وشاركنا تجربتنا مع طلاب مركز سجال. انغمسنا بالصراحة والنتائج والتنافر المعرفي وحكم الذات. وكان لأيامنا مع المجاورات حصة كبيرة، وذلك مع مجاورة ما بين الصحة والعافية بِصُحبة المعلم منير فاشة في دهشور-مصر، ومجاورة التعلم وفق أفق حضاري في دبين-الأردن حيث اجتمع ٢٨ متجاور ومتجاورة من ٩ دول عربية.
“المعرفة إذا لم تتنوَّع مع الأنفاس لا يُعوَّل عليها” هكذا قال الشيخ الأكبر “ابن عربي”، وهكذا كان بجلساتنا مع مليحة مسلماني من فلسطين التي شاركتنا حكايتها مع ابن عربي في شهر رمضان المبارك.
حاولنا هذ العام ان نشكل أشياء بأيدينا قدر المستطاع، فشاركنا مع “هاند أوفر” من مصر بالترتيب لتدريب البناء باستخدام المواد الطبيعية. وذهبنا إلى الهند للإقامة في مزرعة المزارع الهندي الراحل Bhaskar Save الذي آمن بدورة الحياة وبأن ما يُزرع يجب أن يعود بعضاً منه للأرض. واستضفنا أصدقاء لنا من الهند والتشيك ليشاركونا جزء من معارفهم الحياتية.
شاركنا بلقاء “ايكوفرستيز” بالمكسيك والذي يضم مجموعة من الحالمين من مختلف بقاع العالم يعملون على خلق عالم من التعلم المرتبط بالطبيعة. وعلى مدى أشهر تجاورنا مع مجموعات مختلفة بالأردن بدعوة من الملتقى التربوي العربي لنتناقش حول الحكمة والعافية والمجاورات في حياتنا، وكان ختام السنة بلقاء حول المجاورة على ضفاف واحدة من معجزات هذا الكون وأخفض بقعة على سطح الأرض “البحر الميت”.
تعلمنا الكثير هذا العام وأجمل ما في رحلة التعلم على مدى ال ٣٦٥ يوماً أنه أعدنا التواصل مع الأرض وما ينتج عنها من نسيج مع أنفسنا والناس من حولنا. بقربنا إلى مصدر عيشتنا من غذاء شكلنا معناً أعمق للإنتاج والاستهلاك وباللذة التي ترافقهما.
كل الشكر لمن رافقنا رحلة التعلم لهذا العام… والمعرفة بدها تغميس:)