تأملات جنى قزاز
شعرت أن هذه الجلسة كانت ضرورية بالنسبة لي، وأكاد أجزم أن موعدها كان مؤامرة كونية لإيقاظي بعد سبات طال أكثر مما كنت أود. بعد أربع سنوات من الاستهلاك في إطار “تعليمي” أكاديمي، أتت تغميسة تتمحور حول الإيجاد، الخلق.. التي كانت الجامعة قد خدرت رغبتي تجاهها، أو بالأحرى قولبت جهودي في الخلق والإيجاد لتتسع ضمن إطار الأكاديميا الذي لم يتسع يوما لي ولا لأفكاري، لذا أستطيع القول أن السنوات الأربعة الماضية كانت عبارة عن محاولات متكررة من قبلي لإيجاد حيز يسعني.
.اليوم أحاول استعادة عافيتي، أحاول التعرف على نفسي من جديد، أعيد خلق ذاتي كما يحلو لي
.هذه الجلسة دعّمت فكرة الاستمرارية لدي، أن الاستمرارية توازي في أهميتها اتخاذ القرار بالبدء وبالتحرك
هل تكفي قوة الإرادة والحوافز للمضي في مشروع ما؟
أرى أنا الإجابة هي لا. خلال الأشهر القليلة الماضية، اتضح لي أن ضبط النفس، والتغلب على الأفكار الهادمة الموجودة في اللاوعي لدى كل واحد منا، هي أيضا عوامل مهمة في هذه المعادلة.
تحدثنا عما حصل من احتجاجات شعبية، كيف خلقنا في الشارع مساحة للتعبير، كيف كان كل واحد منا يحاول إعادة خلق الواقع ليناسب .تطلعاته. وبالنسبة لي، كنت أحاول خلق وطن في هذه المساحة الجغرافية وفي وسط هؤلاء الناس، بطريقة أو بأخرى
لطالما شعرت أن كلمة “وطن” لم تحمل معنى كبيرا في كياني، إلا أنني في الأسابيع الماضية كوّنت لنفسي سببا لأن أخلق لنفسي وطنا هنا، وفي هذه البقعة بالتحديد، وفهمت لحظتها، وإن كان وقع هذه الجملة ثقيلاً على أذني، أن الوطن ليس مكاناً، بل شعوراً