الأربعاء والخميس (22 و23 أيار 2019)، 7:30 مساءً – 10:30 مساءً
في مؤسسة محمد وماهرة أبو غزالة (من الدوار الأول باتجاه شارع الرينبو، رابع دخله على الشمال شارع عثمان بن عفان، عمارة رقم ٣٠- نفس شارع برية الأردن)
“المعرفة إذا لم تتنوَّع مع الأنفاس لا يُعوَّل عليها”، هكذا قال الشيخ الأكبر “ابن عربي”، الذي نبقى مدينين له، ولكثير من العارفين وحكماء العرب والشرق عمومًا، بما تركوه من جواهر معرفية بقيت حبيسة مخطوطات مهملة حتى وقت قصير.
واحتفاءً بشهر رمضان الكريم، سنلتقي في موعد الإفطار، فليحضركل منا فطوره، ولتكن مجاورةَ إفطارٍ جماعيّ معرفيّ.
تعالوا لنستمع إلى حكاية مليحة مسلماني مع من تعتبره أبًا روحيًّا ومعلّمًا؛ ستحدّثنا مليحة حول تجربتها المعرفيّة ـــ الذوقيّة مع ابن عربي المستمرّة منذ أكثر من عشر سنوات، تعرّج خلال حديثها على مواضيع الحبّ، والوجود، والخيال، والمعرفة وطرقها، والنّفس والعقل، والقلب وماهيّته.
يحضر معنا في اللقائين المربّي والمعلّم الفلسطيني منير فاشة، الذي سبق وأن قاد الكثير من المجاورات المعرفيّة في فلسطين والأردن، يقول منير: “لماذا ابن عربي؟ أولًا، وقبل كل شيء، لأنه (في أعمق قناعاتي) لا يوجد حلّ لأيّ أمّة إلا إذا كان ضمن أفق حضاري.. لا يوجد مسار لخلاص أمّة إلا المسار الحضاري. هنا تكمن أهمية ابن عربي بالنسبة لنا، إذ يمثّل رُكْنًا من أركان الحضارة العربية في هذا الوقت العصيب الذي تُهْنا فيه في غياهب مدنيّة تحكمها قيم السيطرة والفوز ونمط الاستهلاك والتراكم الأسي لرأس المال. نحتاج إلى ابن عربي لأن مشروعنا التحرّري لا يمكن أن يكون إلا ذا أفق حضاري، فالكولونيالية بأداتها الرئيسية، التعليم الرسمي، سعت لبقاء خيالنا ضمن حدود رسمتها لنا”.
مليحة مسلماني كاتبة فلسطينية تقيم في القدس المحتلة، صدرت لها أعمال أدبية وأخرى بحثيّة في الفنون البصريّة، أقامت في القاهرة سبع سنوات تعتبرها مرحلة هامّة في حياتها أعادت فيها اكتشاف الذات. أما تجربتها في التصوّف ومع ابن عربي، فقد خاضتها بشكل ذاتيّ مستقلّ، تقول مليحة: “علّمني التصوّف بعامة، وابن عربي بخاصة، كيف أعرف نفسي، وإن عرفتَ نفسَك عرفت الوطن والكون والوجود وربَّك، وعرفتَ مسؤوليّاتك، وأهمّها المعرفة، فالمعرفة مسؤوليّةُ كلّ عاقل، وهي غاية الوجود”.