#سيل_حسبان بناعور، منطقة تبعد حوالي ٣٠ دقيقة من منطقة الدوار السابع، فقط ٣٠ دقيقة ونكون في قلب غابة وما حولها من مياه وأراض مزروعة بالمحاصيل الموسمية، مُتنفس أخضر ولكن للأسف ملوث كالكثير من المناطق الطبيعية الأخرى بالأردن بمظاهر الحياة المدنية والحديثة التي نعيش، نتسابق للتطور، ولكن تطور تجاه ماذا؟
كانت البداية مع سيل حسبان عندما ذهب بعض من أهل تغميس وتفاجؤوا بكمية النفايات الملقاة على الأرض، العديد من أهل المدينة وربما أهالي من مناطق أخرى جالسون بكل ما يحيط بهم من نفايات وكأنها غير موجودة، وكأننا لا نعلم بأن هذه النفايات تدخل في الهواء الذي نتنفس والماء الذي نشرب والأكل الذي نأكل، بكل بساطة حياتنا مخلوطة بكل الملوثات.
قررنا أن نذهب بيوم لننغمس بالأرض والمكان، بيوم ننظف جزءاً من الغابة ومن ثم ننغمس بموضوع النفايات في حياتنا. لمدة ساعة وبهمة ٢٨ شخصاً جمعنا حوالي ٦٠ كيساً من النفايات الغير قابلة للتحلل الا بعد مئات السنين ومن ثم جلسنا لنتشارك الأكل بما لذ وطاب من الأكلات البتتوتية ومن ثم تأملنا بالتجربة. تشاركنا قصصنا عن النفايات بحياتنا وتساءلنا بما يحدث بها؟ وبمن المسؤول عن كل هذه النفايات؟ الى اين تذهب؟ وكيف نكون منتجين للنفايات من دون أن نشعر؟ وبكيف يرتبط نمط حياتنا الاستهلاكية بكمية النفايات التي نفرز؟ وبكيف اذا كنا لا نراها لا يعني بأنها غير موجوده. كان يوماً مغذياً بكل النواحي، انغمسنا بالأرض وحياتنا وحكاياتنا وبأكلنا وبالموسيقى وبالرقص.
نحن نعلم بأن حملات النظافة ليست هي الحل لمأساة النفايات التي تحيط بنا اذا لم نبدأ بإعادة التفكير بأسلوب حياتنا وماذا نلوث ومن يستفيد من نمط الحياة الاستهلاكي القائم، قد نكون ضيوفاً على هذه الأرض ونحن نستعيرها من الأجيال القادمة، من هو قادم هم أحباؤنا فلماذا نورثهم نفاياتنا بدلا من أن نورثهم جمال وغنى الطبيعة.