في ٢ تشرين ثاني وقبل ٩٦ عاما تم عقد وعدا باطلا باعطاء أجمل وأعز الأراضي العربية الى كيان وهمي.
في مثل هذا اليوم قامت الحكومة البريطانية بإصدار وعد بلفور حيث أعطت لنفسها الحق في أن تتصرف في فلسطين التي لا تملكها وتعطيها لمن لا يستحقها.
قرن مضى تقريبا ونحن ومانزال نعاني من تبعات هذا الوعد الغير شرعي. أجيال تعاقبت وعاشت وتعلمت عن هذا الوعد. ما هو هذا الوعد بالفعل؟ ماذا تعلمنا عن أرضنا وسبب اعطاءها لمن لا يستحقها؟ هل الحاضر الذي نعيشة امتداد لتاريخ بلادنا؟ لمصالح من تم نص مثل هكذا وعد؟ وصراعنا نحن الحرب مع من بالتحديد؟ هل ما ينقله الاعلام ونتناقله نحن الأهالي يعكس حقيقة الصراع ام تم توجيهه واعطائه منحاً آخر؟ أسئلة كثيرة لا بد ان نسألها لكي لا ننسى حقيقة الموضوع وننجرف مع ما يتم تناقله الآن عبر وسائل الإعلام وكيف مسموح لنا أن نفكر.
قبل حوالي ثلاث سنوات قمت بزيارة فلسطين المحتلة من قبل الكيان الصهيوني، كان هناك صراع داخلي بشأن هذه الزيارة وهل لي الحق ان اذهب ام لا؟، هل اعتبر مُطبعة ام لا؟ اسئلة كثيرة دارت في داخلي ولكن قررت الذهاب بعد نقاش مع أعز الصديقات، قررت أن أرى حقيقة ما يجري هناك خارج ما نسمعه في الاعلام وما نراه على شاشات التلفاز.
وأنا أكتب هذه الخاطرة وأقرء المزيد عن وعد بلفور، وكيف قامت الحكومة البريطانية دون أدنى حق باعطاء دولة الى شعب آخر، أدركت ايضا كيف سُلبنا بان نمارس ابسط حقوقنا في التجوال في أراضينا العربية لمصالح دول يُقال عنها كبرى، كيف كان لبريطانيا الحق وكيف الآن أصبحنا بلا حق.
عندما ذهبت عرفت أكثر معنى جمال الأرض والتراب والتاريخ، جمال قصص الناس ورواياتهم، شممت عبق التاريخ في كل زاوية من زوايا القدس القديمة. فهمت وتعلمت أكثر ما لم تستطع المدرسة ان تنقله لي عن أهم قضية في تاريخنا العربي والتي تحدد مصير هويتنا ووجودنا وكرامتنا.
رأيت ان الأهالي والأرض أجمل بكثير مما تم نقله لي، فهمت أكثر لماذا الجميع يتكالب للسيطرة وللحصول على فلسطين، أدركت اننا كجيل جديد مغيبين أكثر وأكثر عن هذه القضية وان كل ما نسمعه ونراه الأن موجة كغيره من الامور الأخرى. فلسطين جميلة باصالتها، شعور بالانتماء للأرض والناس سيطر علي ولم استطع مقاومته.
هناك سقط قناع المعرفه الذي أفهم توابعه الأن. لم أدرك بان عند ذهابي الى فلسطين باني كسرت عدة حواجز مرتبطة بكيف لي ان اتحرك داخل عالمنا العربي، وكيف لي ان أشكل معرفتي وأضع المعاني للكلمات، بان المعرفة والتعلم التي تأتي من خبراتنا الشخصية وبارتباطنا بالواقع تزيد من عزيمتنا للتغيير. هناك أدركت بان فلسطين يجب ان تعود.
أنا لا أدعو الى أي توجه معين، كل ما أعكسه هو تجربتي الشخصية التي زادت من ارتباطي بالأرض وكيف أنغمس في المعرفة. قدومي من عائلة تعشق البلاد وكيف قامت على زرع حبه في داخلي ومن ثم رؤيتي لها جعلني أشكل معنآً جميلا ومتكاملا لأروع بقاع الدنيا….فلسطين
ريف / أهالي تغميس