تغميسة بالانتظار

ماذا ننتظر؟ وكيف نعيش حالة الانتظار في حياتنا؟ وما علاقته بالمكان والزمان الذي نعيش؟ 
ندعوكم للانغماس في  نقاش حول الانتظار حيث نعيش حالات انتظار متعددة في حياتنا، وفي سياقات وأزمنة مختلفة، ففي حالات الانتظار قد نوجّه أنظارنا تجاه فكرة أو نقطة معينة ليصبح هناك علاقة بين النظر والانتظار. 

بهذه التغميسة نريد أن نستعيد حكاياتنا مع حالات عشناها مع الانتظار وبقيت في نفوسنا، لذلك ندعوكم لمطبخنا الاجتماعي لنغذي عقولنا وأجسادنا وأرواحنا التي هي بحاجة وترغب بذلك.

ستكون أسئلتنا وتجاربنا بالحياة ومشاركتنا لحكاياتنا وأفكارنا والاستماع إلى نقاشات الآخرين بالمجموعة طريقنا لنفهم ونسمع وننقش الأفكار معاً.

 سنتشارك الأكل بالإضافة إلى المعرفة، فأهلاً وسهلاً  بوجباتكم البيتوتية التغميسية أو المساهمة بدعم “لمّة الأهالي للتعلم” وذلك لتستمر الوصفات التعلمية. 

نحن أكثر قوة وعزم وتأثير مع الأهالي وهذا هو الوقت الذي ينبغى به أن نكون بالقرب من بعضنا البعض. 

سيستقبلكم مطبخنا الاجتماعي

يوم: الأربعاء 2025/8/27

الساعة:6:00  مساءً

المكان: حديقة صلاح الدين (الدوار الرابع

موقع الحديقة: https://maps.app.goo.gl/KZmF7wP42GT8UY3SA

المعرفة بدها تغميس

أهلاً وسهلاً بالجميع

تغميسة بالكلمات

كيف نعكس واقع حياتنا بالكلمات التي نستخدمها؟ ما هي القوة من وراء استخدام هذه الكلمات؟ هل نحن شركاء في تكوين معاني الكلمات التي نستعملها؟ بفهمنا لسطوة للكلمات، هل سنتمكن من صياغة معناً للحياة يكون متناغماً مع واقعنا؟

من منير:

هناك مقاومة ضد الغزو من الخارج: استعمار كولونيالية امبريالية… لكن غياب كامل لأي مقاومة ضد غزو فيروسات لعقولنا هي بمثابة أحصنة طروادية تهزمنا من الداخل – نحتضنها وننشرها بدورنا للأجيال التي بعدنا. 

الكلمات ليست محايدة… التمييز بين كلمات خبيثة وكلمات طيبة يمثل في رأيي من أهم التحدّيات لنا كبشر. 

ندعوكم هذا الأسبوع للانغماس روحياً وجسدياً وفكرياً بمعاني الكلمات واكتشاف مدى قوتها على حياتنا وقدرتنا على استخدامها لتشكيل حكاياتنا.

نحن بانتظاركم في دار العمة* لتكون حاضنة حكاياتنا. سنتشارك الأكل بالإضافة إلى المعرفة، فأهلاً وسهلاً  بوجباتكم البيتوتية التغميسية أو المساهمة بدعم “لمّة الأهالي للتعلم” وذلك لتستمر الوصفات التعلمية. 

نحن أكثر قوة وعزم وتأثير مع الأهالي وهذا هو الوقت الذي ينبغى به أن نكون بالقرب من بعضنا البعض. 

سيستقبلكم مطبخنا الاجتماعي يوم:

الأربعاء 23 تموز 2025

الساعة 6 مساءً – 9:00 مساءً

المكان: دار العمة* – تغميس، الرابية – شارع صقلية عمارة رقم 12 – الطابق الأول

المعرفة بدها تغميس

* دار العمة: هو بيت العمة هدى بالأصل والآن أصبح دار تغميس ودار رزان للتصوير. بيت ضم العديد من لقاءات وجلسات التعلم وأردنا لهذه الروح أن تستمر وتنتقل في حياتنا.

للاستفسار والتواصل:0795163683

تَعلُّم وتَذَكُّر… بين العقول والحقول

تنويه: كتب هذا المقال بشهر حزيران من عام ٢٠٢٠

٢٠٠١ كان عمري ٢١ سنة عندما تم تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وأيضاً أتذكر شعور الخوف وعدم الفهم لما يحدث.

٢٠٠٣ كان عمري ٢٣ سنة، حرب الخليج الثالثة، احتلال العراق وسقوط بغداد، مشاعري بالخوف وعدم الفهم تضاعفت.

٢٠١١ كان عمر ي ٣١ سنة، بداية الربيع العربي ومولد الأمل من ميدان التحرير، الأمل انعجن بالخوف، تسارع بالأحداث، وما زلت لا أفهم شيئاً. 

٢٠١١ بداية الثورة السورية التي انقلبت إلى حرب تدمير وتخريب وتهجير، أيضاً مشاعر الخوف وعدم الفهم كانا مسيطران. 

ولكن قبل هذه السنوات وخلالها وبعدها عاشت هذه الأرض عشرات بل مئات الأحداث التي توارثناها.

من شبه المستحيل أن تهدأ المنطقة التي أعيش فيها؛ حروب تحت شعار الديموقراطية، استعمار، ثورات، حصار، تهجير، تخريب ولكن فوق كل هذا ما نعيشه منذ منتصف شهر آذار ٢٠٢٠ من انتشار لفيروس “كورونا” الذي لم يكن على البال ولا على الخاطر، شيء أكبر من قدرتنا على التخيل.

بالمدرسة كنا نستلم جدول الحصص، كل حصة ٤٥ دقيقة، مواضيع مختلفة؛ تاريخ وجغرافيا، فيزياء وكيمياء، أحياء، لغة عربية ولغة إنجليزية. كل معلم ومعلمة يفرغون ما لديهم علينا كطلبة ويخرجون. تعودت على هذا النمط من التفكير بأن الأشياء متفرقة ومجزأة. وأنا في المدرسة لم يخطر على بالي ولو لمرة بأن المواضيع يمكن أن تكون مترابطة؛ جغرافيا البلاد التي ندرسها نتيجة التاريخ المُسيطَر الذي يُدرس لنا. ما فقدته خلال السنين التي قضيتها في المدرسة هو التربة الثقافية والأرضية، التربة هي المكان الحاضن للجذور والنمو والتنوع والتجميع حيث كان ممكناً وبسهولة التحكم بعقلي، حيث لم يستطع عقلي أن يرى ما تراه عينيّ أو أن يقوم بربط ما يجري من أحداث في العالم مع بعضها البعض وكأن العالم مُجزأ.

ليست معرفتي هي المسيطر عليها وإنما طريقة تفكيري في الوصول إلى المعرفة هي المسيطر عليها، كل هذه الأحداث التي عشت لم أستطع الربط بينها أو حتى فهم ما يحدث في حينها، ولكن مع السنوات بدأت أدرك بأني أنساق بمشاعر الحالة والتي تنتهي بانتهاء دور الإعلام بالتحدث عنها، عدم ذكرها لا يعني انتهاء المصيبة ولكن أصبحت فكرة تقبلها والتعايش معها  “نتعايش لأنها دخيلة علينا وليست نتاج طبيعي لإيقاع عيشنا” كواقع، وبما أنها بعيدة عني فأنا “بألف خير”، ومن ثم تعود وتجرفنا الحياة السريعة والمعاصرة إلى عالم الاستهلاك إلى أن يحدث حدث جديد فأدخل في نفس الدوامة من غير أن أشكل أي مناعة ذاتية أو تعلم ذاتي عمّا يدور حولي من أحداث. 

مع بداية الحجر بسبب انتشار فيروس كورونا في منتصف شهر آذار ٢٠٢٠ قررت بأنّي لا أود بأن أعيش نفس الدوامة وألّا أكون ضحية الأخبار والإعلام وعدم الفهم والاستسلام للخوف، كنت ألاحظ نفسي تنجرف وراء الأخبار وبأني رهينة الإعلام الرسمي الذي أصبح مصدر المعلومة الرئيسية، بدأت أسأل نفسي كيف أصدق هذا المصدر الذي أنا دائما في حالة تشكيك لأخباره ومصادره والمستفيد منها. قد أكون أصبحت على دراية بأن قدرتي على فهم شامل لما يحدث في العالم في حينه أمر صعب، في الوضع الحالي يوجد فيروس كورونا ولكن هناك فيروسات أخرى مسيطرة على حياتنا، فيروسات على مستوى الفكر والأكل، عقولنا وأجسادنا معلولة بهذه الفيروسات. فكان لا بد من أن أدبر نفسي بما هو متاح، فأنا لا أريد البقاء فقط ولكن أيضاً أن أعيش بعافية.

بصحبة صديقنا ومعلمنا “منير فاشه” بدأنا بمجاورة “فيروسات فكرية” في تغميس عبر الإنترنت، كنا جميعاً نحاول أن نبتعد قدر الإمكان في حياتنا عن هذا الشكل من اللقاءات ولكن السياق الذي نعيشه فرضه علينا، ولأن التحادث مقدس كان لا بد لنا من أن نكمل نقاشاتنا، فلا أمل لنا بالبقاء وتجاوز هذه المحنة إلا بقربنا من بعض وبمشاركتنا لأفكارنا.

فكانت الأسئلة؛ كيف ممكن أن نبدأ نقاشنا؟ كيف لنا أن نتعلم بكرامة؟ سمحتُ لنفسي بأن أجرّب طرق متعددة لكيف نبدأ نقاشنا على الإنترنت، كنت أشعر بتلك الفترة بأننا في مرحلة تجريب بكل شيء، بأننا متسامحين مع أنفسنا، مساحة التجربة والتعلم من دون أحكام موجودة عند الجميع، العالم أجمع يعيش فترة جديدة عليه، ما نعرفه غير مفيد في الوضع الذي نعيشه، وهناك حالة من العطش والبحث عما يغذي في العمق، الجميع في نفس القارب والجميع يريد أن ينجو، العالم السريع والمادي توقف الآن ولكن أدمغتنا محشوة بفيروسات متعددة، فكيف نُكمل؟

قضينا ٢٤ ساعة على مدى ٣ أشهر نتناقش بموضوع الفيروسات الفكرية، في كل لقاء كنت أدرك بأن أقوى الفيروسات المسيطرة على عقولنا هي الكلمات، فهناك كلمات تحررنا أو تحبسنا أو تعطينا الأمل وأخرى نابعة من القلب وأخرى يفرزها العقل. كلمات القلب تُنعشني وتتسرب إلى باقي جسمي أما كلمات العقل تستقر هناك وتُقلق بالي. لطالما كنت أتضايق من كلمة “إنجاز”، ماذا أنجزت اليوم؟ ماذا أنجزت هذا العام؟ ولأن كلمة إنجاز مرتبطة بتوقعات ومهام فمخي يستمر بالعدّ وعمل الحسبة ليكون الإنجاز مساوٍ للمهام فإذا لم يكن مساوٍ كنت أشعر بخيبة الأمل أو أني “ملحوقة” وإذا كان الإنجاز أكثر فأشعر بنشوة العمل والانتصار والتي تنتهي بمجرد وضع قائمة المهام الجديدة. أصبحت أشعر براحة أكبر عند استخدامي لكلمات مثل سعي وبحث، في السعي كل جسمي يتحرك، ولا ينتهي عند نقطة معينة ولا أقيسه بمهام يجب أن أنجزها، في السعي أبواب تتفتح وأتجرأ على دخولها لأنني غير مرتبطة بقائمة مهام يجب أن أنجزها بوقت محدد، فأكون أنا حاكمة لذاتي. ولأن الحياة خلطة فقد أضطر إلى عمل خلطتي بالكلمات حسب السياق ولكن أنا التي أشكل معانيها. 

ثلاث أسئلة كانت حاضرة معنا في مجاورتنا: ماذا أُحْسِن؟ وماذا أبحثُ عنه في حياتي؟ وماذا يكوّن رجلي الثابتة في الحياة؟ 

تذكرت وذكّرت نفسي بالفرق بين ما يكون ثابت بالنسبة لي وبين أن أكون متعصبة لمصدر ثباتي. مصدر ثباتي بالحياة هو ما يعطيني الحيوية، هو مرجعيتي عندما أتوه، بوصلتي عندما أبحث وهو دائم النمو والتغير والتشكل حسب ما أصل له في عملية السعي والبحث عن المعرفة والتعلم. بالنسبة لي أحب جداً أين أعيش في هذه البقعة من العالم (الأردن – بلاد الشام – جنوب غرب آسيا)، أعشق هواها وأكلها وطبيعتها وعلاقاتها وغروب الشمس فيها والقمر عند اكتماله، أجد نفسي دائمة البحث عمّا يشكل هويتي. ولدت لأب وأم من نفس العائلة وجدودي الأربعة من نفس العائلة أيضاً من أصول شرق أردنية، لم أكن يوماً في حالة صدام مع فكرة الهوية بكيف أعرّف عن نفسي عندما يطرح علي سؤال “من أين أنت؟” الإجابة سهلة وسريعة دائماً أنا من “الأردن”. لم أكن أدرك بأن الهوية هي ليست فقط المكان الجغرافي الضيق الذي أعيش فيه والذي حُدد بفعل التقسيم والاستعمار، هي ليست الحدود السياسة، ولكن هي امتدادي الثقافي والحضاري وما أشعر بأنه يشكلني، هي مجموعة (القصص والحكايات والشكل واسم العائلة ولون البشرة وطريقة الطبخ وووو) التي ورثتها عن أسلافي من دون أن أفكّر بها وأبحث في تاريخها وهي معرفتي التي أشكّلها وعلاقتي مع ذاتي والناس من حولي.

قد تبدو هذه الأسئلة سهلة ولكنها غير بسيطة، في عالم الاستهلاك من الصعب أن نكون في حالة قُرب من ذواتنا وأن نتعرف عليها. الحياة تكون أسرع وأقسى لأننا نركض دائماً فيصبح من الصعب أن نُعرّف أنفسنا بعيداً عن المؤسسات أو ما نركض من أجله. الركض يستهلك الكثير من الطاقة في وقت قصير “بهد الحيل” على المدى البعيد، ولكن المشي يُخزن الطاقة وينظم النفس ويجعلنا نرى ما حولنا. استصعبت الإجابة على هذه الأسئلة وما زلت أبحث عن إجابات، ولكن لا يوجد إجابة واحدة، هناك إجابات متعددة لأن لدي اهتمامات متعددة ولأني كائن حي يتنفس ويتعلم فأنا في مرحلة نمو مستمر وتغيير وتشكيل وبناء لا تتوقف. تخلصي من هذه الفيروسات هو في سبيل بحثي عن ماذا يسعدني وماذا يعطي معنى لحياتي، كيف أشعر عندما استيقظ كل صباح ويجعلني أشعر بقيمة نفسي وماذا تفعل ويعطيني السعادة وراحة البال. 

فيروس أن العالم الحديث الذي نعيش فيه قوي ولا يمكن أن يُهزعرشه. بعد شهر من الإغلاق أثبت اقتصاد هذا العالم الحديث بأنه وهم وهش ولم يستطع أن يصمد أمام فيروس غير مرئي، وبدأت العديد من الشركات الكبرى بالتساقط. رأس المال لا يشارك الربح بل يشارك “الملاليم” فقط، ولكن عند الخسارة فالجميع يجب أن يتشارك. أين ذهبت الأموال التي جُمعت خلال سنوات سابقة من العمل؟ لماذا لا يتم مشاركتها الآن؟ ذكّرنا هذا الفيروس بأن أهم أساسيات بقائنا هو الغذاء، بعد ٤ أيام من الإغلاق التام في الأردن كان الهم الأكبر والذي جمع الناس هو الأكل، كيف نحصل عليه؟ أصبح المزارع يتخبط بأين يذهب بمحاصيله بسبب بُعد من يُعتبروا أصحاب القرار عن مصادر الحياة وجهلهم بأن الأرض والنباتات لا تنتظر ولا تعرف الحَجر. وذكّرنا هذا الفيروس أيضاً بأن التعليم الرسمي لا يسمن ولا يغني عن جوع وأن البدلات المنشية لن تنفع، ولكن ما ينفعني هو علاقتي بأرضي وأهلي وجيراني وعافيتي، أمور لا تحتاج إلى نقود وإنما إلى وقت وجهد ونفس طويل. عشت هذا النفس الطويل خلال الحَجر مع والدتي في حديقة البيت، حيث كنا نقضي يومياً حوالي ٤-٥ ساعات نزرع، أصبح جدولنا اليومي بين الحديقة والمطبخ، لم نشعر بالحَجر، الوقت كان يمضي سريعاً، انتبهنا إلى عافيتنا الجسدية والنفسية، وبنينا علاقة جميلة بيننا لدرجة أن أمي كانت تحكي للجميع، بأن أجمل أيام هي أيام الحَجر. 

خلال لقاءات المجاورة تحدثنا كثيراً عن الطبيعة كمصدر للتعافي، وبسبب الحجر كانت حركتي محدودة فقط داخل المدينة فكان الاشتياق إلى الطبيعة الغير مخرَّبة والأرض أكثر. بداية الصيف هو بداية حصاد القمح بالأردن وباقي منطقة بلاد الشام، فنحن معجونون بالقمح وزيت الزيتون. بترتيب إلهي كان أول مشوار لي بعد فك الحجر لخارج المدينة هو لحصاد القمح الذي نثروه أصدقاؤنا لمى وربيع من “ذكرى” في خريف العام الماضي. من العقول انتقلت للحقول، من التفاعل من وراء الشاشة للتفاعل مع مجموعة أهل تغميس، أكملنا نقاشنا بالفيروسات ولكن هذه المرة نقاشنا كان مع فِعل؛ فالمعرفة فعل كما يقول منير. 

 هذه كانت أول مرة أحصد فيها القمح، تعرفت على البيدر والدرّاسة والتعب الذي يأتي من الحصيدة. أسئلة كثيرة حول من يعتبر “التعيّب” ومن لا؟ كيف تحول التفكير عن العمل خلف مكتب هو العمل المُتعب وكيف أصبح العمل بالحقل غير مرئي وبالتالي غير مُقدرّ؟ أرضنا خصبة فلماذا لا نزرعها؟ كيف نشفى من كل هذا التخريب على مستوى العقول والبذور؟ 

 وأنا أجرب وضع سنابل القمح بالحصادة
 وأنا أجرب الحصاد اليدوي

 وجه الشبه بين حقول القمح والميلبا (Milpa) يكمن بأنهما مصدرا عيشتنا كبشر ولكن بفعل التخريب في العقول والبذور لم نعد ندرك ذلك وتم استبدالهما بمصادر غير حقيقية ضارة. في ٢٠١٥ تعرفت على “يولندا” خلال زيارتي التعلمية إلى المكسيك، منطقة وهاكا بالتحديد حيث يعيش أكبر عدد من السكان الأصليين بثقافاتهم المتعددة. 

من خلال “يولندا” وعائلتها تعرفت على الميلبا (حقول تضم مزروعات الذرة والفاصوليا والكوسا/القرع في آن واحد -الأخوات الثلاث- حيث يتم وضع بذور هذه المحاصيل مع بعض في نفس الحفرة بحيث تنمو الفاصوليا على ساق الذرة وتعمل أوراق الكوسا على تظليل التربة وابقائها رطبة وهذه تعتبر أهم المحاصيل الغذائية في المكسيك) حيث عشت معها وعملت في حقولها، ما تعانيه يولندا من صعوبة اقناع أولادها للعمل بالأرض وتعثر بيع أكواز الذرة الطبيعية لأن شكلها غير منتظم وليست صفراء براقة وضيق الحال وقلة المياه وسيطرة رأس المال على أشكال الزراعة الحديثة المُخربة هو نفس ما نعانيه هنا بالأردن مع زراعتنا للقمح، فالاختلاف هو ليس ذرة أو قمح أو أرز والتي هي محاصيل تشاركيه في زراعتها وحصادها، فيروس تخريب الأكل الذي يحدث لغذائنا عالمي. من خرّب زراعة القمح في بلادنا؟ ومن خرّب زراعة الذرة في المكسيك؟ الإجابة واحدة … الاستعمار بهدف السيطرة وسلب الإرادة، من سيطر على العقول سيطر على الحقول. 

ولكن يبقى جمال العلاقات في هذه الحقول، فمهما خرّبوا لا يستطيعون أن يخرّبوا جمال العلاقات التي تحدث في هذه الحقول. العلاقة مع التربة والكائنات الحية التي تعيش فيها والنباتات والناس وجيران الأرض، هذا ما يبقى عصيّاً على التخريب ويحدث بشكل تلقائي وعفوي وأسرع مما نتخيل بمجرد أن نبدأ العمل بالأرض. في المكسيك لي عائلة بسبب “الميلبا” وفي الأردن امتدت صداقاتي وأسعى الآن إلى زراعة أرض متروكة للعائلة بالقمح لهذا الموسم. بالنسبة لي الطبيعة مرتبطة بالعافية، كنت بحاجة للتعافي بوجودي بالأرض، شعور العافية أشعر فيه بشكل كبير وأنا بعيدة عن المدينة؛ مع الهواء والناس والأرض والخلطة جميعها. 

طُلب منا وما زال يطلب منا بأن نتباعد اجتماعياً لكي نسلم من الإصابة بكورونا، ولكن كورونا سمحت لي بأن أعود إلى جذوري ومصادر التعلم لكل ما هو حي، أهم ما في المجاورة هو التقارب والتعامل مع الحياة، فالفيروس هنا ليس كورونا ولكن فيروس التعليم الأكاديمي المعتمد على البعد عن مصادر الحياة والخوف من كل ما هو مختلف. بدأت أدرك كيف أتعامل مع الحياة وما أعيش من ظروف وأحداث، أُشكل مناعتي الذاتية وأبني تعلمي الذاتي؛ التناقش والخروج من العقول والعودة إلى الحقول هي خلطتي في طريقي للتعافي من هذه الفيروسات. أنا بنت المدينة، ولدت وعشت فيها ولكن حالياً لا أستطيع أن انسلخ تماماً عنها ولكن بدأت أعرف ما يناسبني فيها وما أضيف لحياتي بعيداً عنها، هذه التجارب ساعدتني بأن أبدأ بأن ” أضع إصبعي على الوجع”.  

ريف فاخوري

from EDUCATION to SOIL

A co-created session between Munir Fasheh and Taghmees.

Took place on the 4th of Dec. 2020

As part of Ecoversities Virtual Planetary Gathering we held this discussion (From EDUCATION to SOIL) and shared stories on how to nurture and be nurtured by the four soils which are abundant everywhere (but mostly corrupted and/ or made invisible by dominant modern ideologies): earth soil, cultural soil, communal soil, and affection-spiritual soil

To Know more about Ecoversities and the Planetary Gathering: https://ecoversities.org

seeding dreams

turning the soil to plant fava beans in Khalil Salem Mosque, Dec. 2020

walking a path with taghmees for me has always been, among other things, a personal journey of learning to be a more hospitable person; able to host to a child, biological or otherwise, to love and care for unconditionally without stipulations; to love my child for who they are and not who i would like them to be.  to seed life in hope and hope in life, willingly, consciously, without regret, but not necessarily without fear

having a child seemed the impossible dream, for no reason beyond how difficult it is to dream of a good life for any potential offspring and all future generations; what kind of world they will be inheriting, what kind of wounds they will be needed to heal and heal from… it’s still seems overwhelming to contemplate, even having endeavored the impossible and offered myself up to mother a child who chose to walk this foggy road alongside me (as well as all the family he chooses and is chosen by throughout his life)

for me, it began when she wove a blanket and planted a seed.  a simple act, a subtle invitation for a buried dream to waken, stretch unfold. pastel and playful, colors of a child undefined.  my two legs flying in the air (like a compass, having lost its compass) caught the woven thread, turning into needles, swept away in folds of fabric, patience, and persistence.  adding thread to that blanket, that’s how i became a biological mother, feet grounded in the soil of my seed, which spread beyond the horizon returning to meet itself. that’s where I’ve been for a while now… being born into motherhood, while attempting to integrate my life’s passions into this space of life creation and mutual care-giving

writing here is yet another attempt, one that doesn’t necessarily require the commitment of others, while very much making them present if called. so many have already come and passed in between these few and many lines, scenting my words with their voices, reminding me subtly, concretely, of things so easily forgotten.  i am also aware that maybe at this point i need to start making more sense to any others that aren’t residing in me. because along with learning more about myself, taghmees is also about learning with others, in community, in life, with nature.  Living, nurturing our relationships in all forms, and finding learning in and reorienting failure, have all been sources of knowledge creation and experience, as shared through stories, food, labor, and unfolding

i have never been so fully immersed in taghmees than i have been since having stepped away. but now with the threat of corona having driven us so deeply into ourselves for so long, i feel drawn to step outside of myself and stretch.  i once again feel eager to hear other voices that are not mere echoes; to be more than an echo myself.  i’ve learned that learning to be a parent is a full-time job, but for me, taghmees in its truest form has always been work you enjoy doing with family, friends, loved ones, and ahel

so in the spirit of setting intentions, allowing the dead to rest and making way for new life, we continue walking bravely (because we are not without fear) towards the unknown.  always with renewed hope, because we’ve planted so many seeds – in the soil, in each other, and in ourselves – and with a little care, they/we may well grow.  inshallah khair

فول بزيت

طريقة زراعة الفول بالمنازل والمساحات الصغيرة من تجربتنا الشخصية.

موسم الزراعة: شهر ١٠ و١١ (تشرين أول وتشرين ثاني)

البذور: من الممكن احضار البذور من العطار أو المستنبت أو من الممكن أن تسألوا أي من الأصدقاء والجيران إذا عندهم بذور مُجمعين من الموسم السابق.

طريقة الزراعة: نقع البذور بالمياه قبل بيوم من الزراعة.

– تجهيز التربة، قلبها وتسميدها (كومبوست أو زبل حيوانات متوفر عند أي مستنبت) واختيار مكان من الأرض يتعرض لأشعة الشمس وجيد التهوية (لسنا بحاجة لمساحات كبيرة، الفول “بحمل كثير وبِبرك”) المهم العناية بالنبات. وإذا السماد لم يكن متوفر ليست بمشكلة لأنه الفول يعتبر منتجاً للنيتروجين ومغذي للتربة.

– اعملوا خطوط بالتربة، حوالي ١٥ سم بين كل خط وخط (ممكن قياسها بالشبر، الشبر لشخص كبير بين ١٥-٢٠سم).

– وضع البذرة بحفرة ضعف حجمها وطمرها بالتربة (بعمق حوالي ٥سم) – المسافة بين كل بذرة وبذزة حوالي ١٠ سم عند زراعتها.

– الري مباشرة بعد الزراعة ومن ثم يومياً (اذا لم تمطر) لغاية ما تنبت البذور بعد حوالي ٧ -١٠ أيام من الزراعة. – التوقف عن الري والاعتماد على المطر (إلا إذا تأخر المطر كثيرا فيجب ري التربة).

الرعاية: في الربيع ستنبت الحشائش بين نبتات الفول فيجب إزالتها أولاً بأول. – المَنْ يحب الفول. فيمكن زراعة كزبرة بالقرب من الفول لأنها تعتبر طاردة للحشرات. وأيضاً إذا أصاب المَنْ الفول فيمكن استخدام قوة دفع المياة لإزالته (يجب أن تكون المياه قوية وموجهة مباشرة على النبتة ولكن انتبهوا ولا ترشوا على أزهار الفول كي لا تتساقط).

الحصاد: إذا كنتم تحبون الفول بقشرة فيمكن حصادة مبكراً وبالعادة بكون بأول الربيع، كل ما تأخر حصاد الفول كل ما صارت القشرة أقسى. والموسم يستمر حوالي الشهر لشهرين.

تجميع البذور: اتركوا جزء من قرون الفول على النبتة لتنشف ومن ثم قوموا بتقشيرهم وتجميع البذور لزراعتهم للموسم القادم ومشاركتهم مع الآخرين. وكل موسم ونحن جميعاً بخير

*هذه المعلومات مُجمعة من تجربة شخصية ومباشرة لزراعة الفول.

أي معرفة جديدة من تجاربكم الرجاء مشاركتنا بها.

* كل الشكر للصديق والحكواتي حمزة العقرباوي على تزويدنا ببعض الأمثال والقصص عن الفول.

يوم الزراعة مع طلاب مركز سجال

قبل فترة كان لنا لقاء تعلمي أكثر من رائع مع مجموعة طلاب من مركز سجال ممن يَدرسون اللغة العربية في الأردن.

كان اللقاء في مزرعة نتدرب فيها على طرق الزراعة البيئية من دون استخدام أية مواد كيماوية.

خلال حوال ٣ ساعات، قمنا بزراعة أشتال البندورة والبطيخ وتناولنا وجبة أكل تغميسي موسمي ومن ثم انغمسنا بناقشنا عن التجربة وماذا أضافت لنا وتشاركنا تجارب مختلفة حول كيف نتعلم في حياتنا.

حاولنا قدر المستطاع أن نتحدث فقط باللغة العربية، بحيث تكون المعرفة حية ومباشرة باستخدامنا لكلمات مرتبطة بالفعل الذي نقوم فيه.

العمل بالأرض وكمجموعة خلق نوعاً من الألفة والتناغم بيننا، تعرفنا على بعض أكثر ونحن نشارك معرفة حياتية مرتبطة ببيئتنا وبقائنا وتم تغيبها عنها ألا وهي الزراعة.

ونحن نزرع لمم نقم فقط بزراعة الأشتال ولكن قمنا أيضاً بزراعة بذور الأمل بداخلنا وتذكرنا أن الحياة أبسط مما نعتقد، هناك سعادة مرتبطة بالبساطة ولكن للأسف أصبحنا غير قادرين على رؤيتها.

ببعدنا عن الأرض والزراعة أصبحنا معتمدين على المؤسسات لتؤمن مصدر غذائنا وبهذا البعد أصبحنا معتمدين على المؤسسات أيضاً بكيف وماذا نتعلم ولغينا قدرتنا كأفراد على الخلق وإعادة الخلق.

بالأرض نحن لا نزرع فقط وإنما نبني علاقة فيها الكثير من المحبة والقرب للمكان الذي نعيش فيه لنعيد النظر بالتراب الذي تحت أرجلنا كمصدر حياة ومقاومة وتعلم.

شكراً مركز سجال على هذه المبادرة ونتطلع للمزيد من اللقاءات التي فيها الكثير من التعلم والمعرفة.

لمشاهدة المزيد من الصور

كيف نعيد التواصل مع مشاعرنا وآلالامنا؟ How can we reconnect with our pain and emotions?

Honor our Pain

كيف يمكننا مواجهة المشاعر التي تجتاحنا نتيجة ما يواجه العالم من اضطرابات وما أهمية ذلك؟ كيف يمكننا التواصل مع كل الآلام المرافقة والتعامل معها دون تجاهلها او الغرق فيها؟ كيف نحيي الأمل بعوالمنا أمام الكم الهائل من الصراعات المحيطة؟ وما هي السبل لكسر دورة العنف ومنع تكرارها وبناء مناعتنا الداخلية؟

حاولوا تخيل المشاعر على أنها بوصلة يمكنها كشف ما الذي نحبه ويهمنا، في حين أن الألم مجرد منبه يخدمنا في استعادة توازننا الداخلي.

أهلاً وسهلاً بكم بهذه التجربة المميزة من الانغماس بمطبخنا الاجتماعي مع صديقتنا العزيزة “ايڤا ماليروڤا” من جمهورية التشيك، والتي تنسج في عملها ما بين أفكار وطُرق بكيف نعيد التواصل مع آلالامنا ومشاعرنا من “Work that Reconnects” ومبادئ “non-violent communication”.

في هذا اللقاء سننغمس فكرياً وروحانياً لتغذية أذهاننا وأجسادنا وأرواحنا. سنبحث سوياً بكيفية الفهم والتعامل مع هذا الألم الممنهج وما الذي يمكن فعله لاحتوائه وتجاوزه واستخدامه للشفاء.

سنتشارك الأكل بالإضافة إلى المعرفة، فأهلاً وسهلاً بأكلاتكم البيتوتية التغميسية أو المساهمة بدعم “لمّة الأهالي للتعلم” وذلك لتستمر الوصفات التعلميّة.

سيستقبلكم مطبخنا الاجتماعي
يوم الجمعة ٢٠١٩/٦/٢١
الزمان: ٥:٣٠ مساءً-٩:٣٠ مساءً
المكان: حديقة المتحف الوطني – جبل اللويبدة

أهلاً وسهلاً بالجميع
المعرفة بدها تغميس

* النقاش سيكون باللغة الإنجليزية مع ترجمة للعربية

How can we acknowledge our emotional reactions to the state of the world and why is it relevant? How can we attend to all the potential pain involved without avoiding it or drowning in it? How can we retain hope in the face of so much struggle? How do we build our immunity against the the violent patterns we are formed by to avoid repeating them?

Imagine the possibility that emotions can work as a compass to reveal what is dear to us. Perhaps pain is merely a feedback response that can help us work towards rebalancing our system.

Join us for this unique social kitchen to nourish our minds, bodies, and souls. Hosted by our friend Eva Malířová from the Czech Republic, interweaving concepts from Work That Reconnects and principles of Non-violent Communication, exploring how we embody systemic pain, what we can do to honor this pain, in order to work through and beyond it.

Come be part of an earthy community conversation, sharing your thoughts and stories, and listening to others express their own. Bring an open mind and some homemade food to share or make your own contribution.

We’ll be at the Jordan’s National Gallery of Fine Art Park-Jabal Lwebdieh, (Friday, 21st of June) from 5:30- 9:30.

Everyone is welcome!

For Info للاستفسار 0795163683