هنا وهناك في وهاكا

Zapotec civilization جبل ألبان – حضارة الزابوتيك

قررت ببدء إكتشاف المدينة خلال هذه الأيام إلى حين أن تنتهي الإنتخابات، أصوات الطائرات المحلقة تدب في الأجواء، ودوي أصوات سيارات الشرطة والألعاب النارية مسموع في كل مكان كأن جميع هذه الأصوات مجتمعة تريد أن تفرض نوعاً من القوة والخوف على الناس.

شاركت رغبتي بالذهاب إلى السوق الشعبي في المدينة والذي يقع بجانب باصات الدرجة الثانية (هناك نوعين من الباصات، باصات الدرجة الأولى وباصات الدرجة الثانية) مع الموظفة في الفندق. أخبرتني بأنه من الأفضل عدم الذهاب إلى السوق لإن المنطقة غير آمنة، تسألت ما الممكن بأن يكون هناك؟ (لم أكن أعرف عن موعد الإنتخابات في حينها) وهل هذا ما يخبرونه لمن يرغب بالذهاب إلى السوق الشعبي في عمان؟ قررت أن أمضي في خطتي، ولكن أبقيت حقيبتي بجانبي طوال الطريق. بعد حوالي ١٠-١٥ دقيقة من المشي كنت على أبواب السوق، دخلت على طول دون تردد، وجدت البسطات على جميع أشكالها، الخضرة والفواكة واللحوم والأدوات المنزلية والملابس، كانت كأسواقنا تدب فيها الحياة ودن أن أشعر بما يدعو للخوف. تجولت بالسوق واشتريت المانجا والأفوكادو ومن ثم ذهبت إلى موقع جبل ألبان.

قبل الذهاب إلى الجبل إستوقفتني مناسبة في إحدى كنائس المدينة، لوهلة ظننت أنه عرس ولكن بعد أن تمكنت من التحدث مع أحد الحاضرين علمت بأنه إحتفال تقليدي تقوم به العائلات هنا عندما تبلغ صبايا العائلة ال ١٥ من عمرها. من هذا العمر المبكر يتم وضع الإناث في قوالب معينة، من طريقة اللبس والإحتفال لم أتمكن من ملاحظة عمر الفتاة الصغير، وتسألت هل يا ترى يفعلون ذلك للشباب أيضاً؟يمكن الأيام القادمة ستخبرني بذلك.

جبل ألبان يبعد حوالي ٢٥ دقيقة عن وسط المدينة، وهو ما تبقى من حضارة (زابوتيك) والتي عاشت كما يقال حوالي ١٣ قرن في هذه المنطقة وهي من أهم الحضارات التي شكلت تاريخ المكسيك ووهاكا بالتحديد. كم من العجب أن يكتبوا بأن هذه الحضارة بإهلها وبجميع ما شكلت من طرق للحياة أختفت دون معرفة الأسباب، فقط هكذا بيوم وليلة؟ الزابوتيك هم من سكان المكسيك الأصليين الذين تم فرض السيطرة والقهر عليهم مع قدوم الإستعمار الإسباني في القرن السادس عشر لأمريكا.

بعد الإقامة لمدة ثلاثة أيام في الفندق إنتقلت لأسكن مع إحدى العائلات المكسيكية، البيت كبير ومُرفه نوعاً ما ولكن هذا ما تمكنت من العثور عليه. في كل مرة أتواصل بشكل مختلف مع أهل المدينة أشعر أكثر وأكثر بمقدار الشبه بين بيتي وعائلتي بعمان وبين حياتهم هنا. صور العائلة في كل مكان، شهادات التخرج، صور الأعراس، التلفون الذي يرن كثيراً، لفافات الشعر…

أنام في بيت إميليا وأتناول الطعام في بيت أنولفا، شقيقتان تعيشان مع عائلاتهن في نفس المنطقة، يتشاركن الطعام والحديقة والحياة اليومية ولكن أميليا لا تطبخ وأنولفا تتولى شؤون الطبخ بمساعدة (زافيرا). البيت كبير لدرجة أنه يستضيف ٤ طلاب آخرين غير أهل البيت.

تعرفت على مجموعة طلاب من الولايات المتحدة يعيشون معي بنفس البيت وموجودون لدراسة اللغة الإسبانية وللتدريب بالمستشفيات بما أنهم يدرسون الطب. أول حديث دار بيني وبينهم كيف أنهم لم يتمكنوا من الخروج طوال عطلة نهاية الأسبوع بسبب الانتخابات، حيث تم إرسال ايميل لهم من قبل جامعاتهم بعدم الخروج لان الوضع غير آمن، كان إول تعليق لي بأني أمضيت يوم أمس بطوله بالخارج دون أن أشعر بشيء، استغربوا جداً مما قلته لهم، وأنا أفكر بأن هذا السيناريو ليس بجديد، نفس التشويه للحقائق ولكن مع اختلاف الزمان والمكان وكأن دم وروح البعض من الناس إغلى وأثمن من آخرين.

تجربتي في سوق الخضرا كانت مختلفة لأَنِّي ذهبت بصحبة أنولفا، السوق كبير ويوجد به العديد من البسطات وهناك علاقة واضحة بين صاحب/ة كل بسطة ومن يأتي للشراء. مباشرة تذهب أنولفا للشراء من البسطة المعتادة للشراء منها، تحدث عملية مبادلة ولكن مع وجود عامل النقود وتعطي صاحبة البسطة نبتة للأكل كانت قد قطفتها من حديقة منزلها لتبيعها على بسطتها، تذهب إلى بائعة الورد وتعطيها بعض من الجرائد ومن ثم تذهب إلى بائع اللحم وتشتري قطعة دجاج واحدة وتعطيه كيس بلاستيك ليعيد استخدامه، لاحظت أن التسوق هنا يكون لحاجات العائلة يوم بيوم، الطبخة تكفي ليوم واحد فقط، خبز التورتيلا يجهز كل يوم حتى الثلاجات تقريباً فارغة إلا من بعض الخضار والفاكهة.

داخل موقع جبل ألبان

Mini Avecado الأفوكادو المصغرة

Celebrations at the church entry الاحتفال على مدخل الكنيسة

Local market entrance مدخل السوق الشعبي

With my host Amelia مع أميليا – صاحبة البيت

Tortillas التورتيلا بالشارع

Streetsides handicrafts حرف يدوية بالشارع

Ingredients for the day’s meal from the market في سوق الخضرا-السلة التي تحتوي على مكونات الطبخة اليومية

اكتشاف يونيتيرا

Unitierra (University of the Earth)… (يونيتيرا (جامعة الأرض

بعد مضي حوالي ٢٤ ساعة في وهاكا لم أشعر بالغربة سوى عامل اللغة كان من أكثر المعيقات بالنسبة لي، الوجوه هناتذكرني بالعديد من الأصدقاء والأهل، هذه تشبه فلانة وهذا يشبه فلان، الناس يشبهوننا بالأردن، لون بشرتهم وملامح وجههم وابتسامة السيدات وتجاعيد الوجه التي تحمل في ثناياها قصص وحكايات، أرى الطيبة وصراعات الحياة في أعينهم، أسمع أصوات سيارات توزيع الغاز (غاز وهاكا)، وتوزيع المياة والباعة المتجولين (تمالييز) على الأقل وجدت ما يشبه بعض من عالمي بالأردن. بين الأسواق والفندق والمطار وشوارع المدينة لاحظت أن معظم الذين يعملون من النساء، حمل الحقائب، الطبخ والضيافة والتنظيف بالفندق، البسطات والأكشاك بالشوارع، من الصعب أن أعرف لماذا بهذه الفترة القصيرة ولكن الأسئلة بخصوص الحياة والأبوية والذكورية والقوة المسيطرة لا تغيب عن تفكيري وبكيفية سيطرتها وتحكمها بالمجتمع.

خرجت من دائرة وسط المدينة لأذهب إلى منطقة (كولونيا ريفورما) بصحبة سيرجيو لنذهب إلى يونيتيرا (جامعة الأرض) والتي بالأصل جئت لأدخل عالمهم وأتعلم معهم من الحياة. سيرجيو كان من مؤسسي يونيتيرا مع جوستافو ايستيفا (Gustavo Esteva)  قبل حوالي ١٥ عاماً ولكنه ترك يونيتيرا قبل ٥ سنوات. صدمت بالأول عندما عرفت بأن موقع الجامعة موجود بأحد المناطق الراقية بالمدينة (هل لإن فكرة التعلم عليها أن تكون متوفرة للجميع وبدون أي معيقات لأي شخص كان؟) أو كان كذلك قبل أعوام ولكن مع سرعة الحياة في المدينة وبالطلب لأن يكون هناك ما هو أفضل تراجعت المنطقة وذهب أغنياء المدينة إلى منطقة أخرى، ومن ثم عرفت أن سبب إختيار الموقع يعود لأسباب عائلية والذي سيخفف النفقات بما أن فكرة يونيتيرا مرتبطة بأن التعلم متاح للجميع وبدون أي شهادات مسبقة والتي كان السبب في تأسيسها التهميش الذي يعاني منه السكان الأصليين في المكسيك بسبب نظام التعليم الذي يسلخ الأهالي عن ثقافتهم وأرضهم وأيضا الإلهام من حركة الزبتيستا عام ١٩٩٤.

التحمس بالذهاب ليونيتيرا صادفة خيبة بموقع خالٍ من الناس ولكن الروح موجودة فيه، تنقلت بين المكتبة والغرفة التي يجتمعون بها، صعدت إلى السطح لأرى حديقة الزراعة العضوية ومررت بالحمام الجاف الذي لا يستخدمون فيه المياه والبسكليت لضخ المياه، وغرفة الطباعة الحريرية، أساليب وطرق للحياة تحافظ على مواردنا من دون أن تلوث أخرى وبأقل التكاليف على عكس ما نتعلم بالمؤسسات التعليمية بأن كل ما هو مستدام بحاجة لخطط وميزانيات ووقت طويل للتنفيذ، ممارسات جعلتني أقف وأفكر. عرفت فيما بعد أن الأنتخابات التشريعية بالمكسيك في اليوم الذي يليه وأيضاً أن البنزين شبه مقطوع في المدينة والذي خلق نوع من الشلل لحركة الناس. عـُدت أدراجي إلى الفندق لأفكر بماذا سوف أعمل بالأيام القادمة إلى أن تدب الحياة مجدداً هناك.

Remnants of Spanish colonisation الطريق من كولونيا ريفورما، آثار الاستعمار الاسباني

Unitierra’s neighborhood موقع يونيتيرا

Bicycle for pumping water البسكليت لضخ المياه

Dried food cart for generating income تنشيف الفاكهة ليتم بيعها في الجامعة كأحد مصادر الدخل

Touring the roof with Sergio سيرجيو وجولة على السطح

Dry toilet latrine from outside
الحمام الناشف من الخارج

Dry toilet latrine from inside الحمام الناشف من الداخل

 

taghmeeseh into standards تغميسة بالمعايير

11392955_712798968847252_2346315677196105560_n

في شهري أيار وحزيران من كل عام يكثر النقاش بموضوع التعليم والعلامات والنجاح والرسوب ومن هو متفوق ومن هو غير متوفق، لذلك أردنا لتغميستنا بأن تكون بموضوع المعايير وبمن يضعها؟ ومن المستفيد منها؟ وبكيف تؤثر على طريقة حياتنا؟

كانت أبواب “مكان” مستضيفة لتغميستنا، بدأنا جلستنا التي يسّرها محمد الطيب من أهل تغميس بسؤال نتشاركه ونتعرف فيه على بعض بقصة، كيف أثرت المعايير في وعلى حياتنا.

تنوعت القصص والتجارب وطريقة فهمنا ورؤيتنا للمعايير. تحدثنا عن دور المجتمع والعائلة والمدرسة بوضع المعايير وقدرتنا الشخصية على تحديد المعايير التي تتناسب مع طريقة حياة كل شخص وشخصيته، وكيف أن المعايير شيء غير ثابت وتتغير مع طبيعة الحياة المتغيرة. بالإضافة تحدثنا عن المعايير السلطوية التي تضع الناس في قوالب وطبقات وعن الإحساس بالرضا كوسيلة لمعرفة اذا كنا متصالحين مع ذواتنا أم لا، وبكيف أن المعيار الشخصي مختلف عن أي معيار آخر وبالتالي أهمية عدم قياس أنفسنا مع من هم في دائرتي أو أية دوائر أخرى.

هذه الحكايات أخذتنا إلى المزيد من الأسئلة حملناها معنا بعد التغميسة؛ هل نعمل على توحيد القيم الاجتماعية أم نركز على أنفسنا فقط؟ هل الخلاص فردي أم جماعي؟ هل نستطيع أن نعيش في عالمنا الخاص؟ هل هناك مجال أن نتجاوز المعايير
ونعيش من دونها؟
ضمّت التغميسة جزء من أهالي تغميس القدامى ووجوه عديدة جديدة كانت معنا، وفي كل لقاء ننقش جميعاً أفكارآ نابعة من حياتنا، فشكراً لكم.
كل الشكر لمكان: مساحة فنية على الإستضافة ونتمنى أن يبقى “مكان” في مكانه.

Around this time of every year, our youth are routinely undergo a period of standardized testing as a means of measuring their intelligence and self-worth.  It is a period in which numbers delineate future prospects, marking youth as failures or successes at remarkably younger ages than ever before.  In solidarity with today’s youth, our Taghmeeseh took us into standards, asking what they are and who places them?

Sitting within Makan, we were guided by Mohammed Tayyeb from ahel taghmees to begin our conversation by sharing our name and a personal story around what standards have impacted us.  Our stories drew out a range of sources for standards, whether set personally or by society, religion, school, parents, workplace, or any authority that put a measure for what is good, bad, right, wrong, pretty, ugly, successful, failure, etc.

Questions came up around the necessity for standards.  Do our current measures honor our values of humanity and dignity?  Would there be chaos without them? What standards are good for our society?  Where are the measures that serve us all? How do we begin setting standards for ourselves for a better society?  Is the question personal or communal?  What comes next?

Our thanks to all who supplied our taghmeeseh with a rich table full of good people, food, and conversation.

For more pictures للمزيد من الصور

تغميسة بالحدود … محاولتي للإنغماس بلا حدود

gw3b3189

كنت أُيسر الجلسة وفي داخلي مشاعر مختلفة، لأول مرة من المرات القلائل التي أيسر فيها التغميسات لم أجهز لها مسبقاً ولم أضع أسئلة أو حدود لتغميسة الحدود وكنت مأخوذة بالتجهيز العملي لدارنا، مبسوطة بالعمل بيدي وتركت “مخي” دون أن يفكر بحدود الجلسة وكان مأخوذاً بجمال ما يحدث خارج “دارنا” بعمان ليذهب إلى القاهرة والناصرة ورام الله. حاولت أن أنشر بعض من الصور التي تبادلناها على صفحات التواصل الاجتماعي ولكن لم تكن هناك عبارات لتعبر عن جمال ما يحدث.

عندما أرسلت نسمة أول صورة “للقاهرة الآن” شعرت بأني مع نسمة على الطريق ومع روزين بشوارع الناصرة ومع ميسان برام الله. تمعّنت بالصور ولفت نظري السماء والشمس ولحظات الغروب في الأربع مدن وبمدى تشابههم، لم يكن هناك حدود لهم، لتقول لنا الطبيعة بأنها آقوى من أي قوة تفصلنا عن بعض وعن أي خطوط على الورق وأي سياج على الأرض وعن أي فكرة في الذهن. أرى الشمس والسماء كل يوم ولكن أنسى انهما أكبر وأبعد عن ما هو موجود في إطار حياتي لتأتي الصور وتذكرني بذلك.

رن تلفون تغميس بحدود الساعة الرابعة، كانت صبا تسأل عن موقع “دارنا”، شعرت بالخوف بأن يكون أول الواصلين يريد الحضور باكراً وأنا غير جاهزة، ولكن سرعان ما تحول هذا الخوف إلى فرح وأمل وضحك عندما وصلت صبا ومعها دينا “المصرية” القادمة من “مساحة” بمصر والتي رغبت بأن تحضر الجلسة بعمان. جلسنا نتحدث ومن ثم وضعنا بعض الصور على الجدران، وما أن إنتهينا حتى وجدت بأن الصور التي إخترتها تلخص ذكريات جميلة في حياة “تغميس”، صورة لأول تغميسة لنا بشهر ٩ عام ٢٠١٣ وصورة لأول أكل تغميسي جهزناه “بالسفرطاس”، وصورة لأول مرة نتعرف فيها على منير فاشة وآخر صورة كانت لأول مرة نأكل فيها الصاجية والتنيكية مع أطفال قرية غرندل في الطفيلة. ومن ثم وقفت وتأملت بأين نحن الآن، نجهز لتغميسة الحدود التي لا تعرف الحدود، وكيف كنا نتحدث بالتجوالات والمجاورات والتغميسات السابقة بأننا نكسر الحدود، ومع كل نشاط جديد نقوم به ومع كل “لمّة” يكون الصدى أوسع وأشمل وكأن الأقدار كانت على موعد معنا عندما تقابلنا لأول مرة لنصنع المعجزات.

الساعة السادسة وبدأ الناس بالحضور، لم أكن أعرف ماذا أتوقع ولكن كنت أعرف بأن الجلسة ستكون رائعة بأي شكل وكذلك كان، تنوع جميل بكل شيء، أخذنا نقاشنا إلى داخل أسوار المدارس وغرف الجلوس وعائلاتنا وإلى الشوارع والعمل والذات والبلدان وكل ما هو مرتبط بكلمة حدود، لأشعر بأننا أرواح وأفراد ولدت دون حدود تريد أن تنطلق كما قالت طالبة بالمدرسة كانت حاضرة معنا بالتغميسة.

“أريد أن أنطلق” كانت من الكلمات التي علّقت معي بهذه التغميسة لتأتي الساعة التاسعة وتنتهي الجلسة، شعرت بنوع من الراحة لأنني لم أكن أرغب بأن أيسر الجلسة ورغبت لها بأن تكون عفوية، تخليت عن دور الميسرة لفترات لتكون نقاشاتنا خالية من القيود والحدود ولكن للأسف لم أستطع دائماً.

المزيد من صور التغميسة

SIT تغميسة مع طلاب جامعة

 

من الأشياء المحببة الى قلوبنا في تغميس هو أنه يفتح مساحة للتعلم خارج أي حدود جغرافية، حيث ان السر بالخلطة وبمكونات تغميس الأساسية؛ النقاش والأكل والنسيج الاجتماعي..

مع بداية العام كان هناك لقاء لأهل تغميس مع طلاب من جامعة SIT في الولايات المتحدة لنتناقش بأشكال القيادة في المؤسسات الإجتماعية بهدف الوصول الى العدالة الاجتماعية. كان موقع تغميستنا هو “دارنا” وكان هدفنا هو التعرف على بعض وعلى تغميس كوسيط للتعلم.

“تغميس” كانت إحدى محطات التعلم التي قامت بها المجموعة في الأردن  بهدف التعرف على مؤسسات وأفراد معنين بالعمل بالمجال الإجتماعي. المجموعة كانت متنوعة بالأعمار والجنسيات والأصول، مين أين جاؤوا والى أين ذاهبين، ولكن ما جمعنا هو حبنا للتعلم.

اختلافنا كان طريقنا وشغفنا لنتعرف على بعض ونسمع قصصنا المختلفة. كانت مواضيع التنمية والجندر والمؤسسات والمجتمع من الأمور الحاضرة بيننا. بدأنا نقاشنا بالأسئلة التي تدور في ذهن وبال كل منا والأمور التي يودون التعرف عليها والتعلم عنها. كيف ممكن أن نفكر بالتنمية بطريقة مبدعة وخلاقة؟ كيف لنا أن نتعامل مع المجهول والمرحلة الإنتقالية التي نعيشها؟ ما هي السياسات التي تتحكم بعملية التنمية والإدارة؟ كيف نتشارك الرؤيا؟ المرأة الأردنية بالمجتمع، ماذا كانوا يتوقعون وماذا وجودوا على أرض الواقع؟ وما هو الفرق بين المؤسسات/الجمعيات الدولية والمحلية؟

تحدثنا عن تغميس وعن الفرق بين التعلم والتعليم وعن التنمية وكيف ننمو ونتطور. تناقشنا بكيف أننا نحاول أن نجد طريقاً آخراً تكون عناصره ومكوناته من ما هو موجود لدينا وليس ما ينقصنا، نجد حلولاً اجتماعيةً نابعةً من تجاربنا الشخصية وحياتنا وليست تجارب مستوردة وبعيدة كل البعد عن ما نعرف ونمارس ونعيش، ببساطة كيف نستخدم ما هو تقليدي لنغير التقليدي، لأن التعليم بشكله الحالي غير متاح للجميع والحياة مليئة بما يمكن أن نتعلمه لكن أسلوب الحياة المسيطر ينكر أي معرفة خارجة عن إطار المؤسسات التعليمية التقليدية.

إستمر النقاش بين الطلاب وأهل تغميس خلال مشاركتنا للأكل، حيث تعرف الطلاب على قلاية البندورة والزيت والزعتر والزيتون القادم من جرش والجبنة البيضاء من البارحة في اربد والمقدوس ومربى السفرجل ومربى الباذنجان واللبنة والحمص. غمّسنا جميعا بالأكل وإنغمسنا بالنقاش على مستوى أكثر حميمية، نقاش عمل على تحطيم بعض من الصور النمطية المشبعين بها.

جلستنا تخطت حدود “دارنا” وذهبنا في جولة الى جبل القلعة وحارات جبل اللويبدة، لنرى ونتساءل أكثر بما فعتلة التنمية بجبالنا وأثارنا، نتعلم ونحن نتجول ونستخدم جميع حواسنا.

في كل لقاء نشعر بكم نحن محظوظون بأن نكون ضمن هكذا مجموعات. كم هائل من الرغبة بالتعلم والأمل والمعرفة. وأجمل ما في هذا اللقاء هو تفاعل أهل تغميس مع الطلاب لنتعلم جميعاً ونحاول أن نرى بعض دون أي صور إنطباعية مسبقة.

taghmeeseh into humanity تغميسة بالإنسانية

11009980_657796477680835_292638677983133118_n

في آخر تغميسة لنا بالإنسانية أردنا أن نتوقف لبعض الوقت لنفكر بمعناها وبتجارب عشناها حرّكت شيء بداخلنا. في هذه الفسحة الفكرية بدأنا بوقفة صمت نعبر فيها عن حزننا لأشكال القهر والعنف المختلفة التي نراها بالعالم وعن إنسانيتنا الضائعة.

هذه الجلسة كانت طريقنا لنتحدث عن أشكال الظلم التي نراها كل يوم، القريبة منا والبعيدة، ولكن مع أسلوب الحياة السريع الذي نعيش لم نَعُد نحرك ساكناً وأصبح كل شيء “عادي”، وأصبحنا نقيس إنسانيتنا بعدد الذين يموتون أوعندما يُدق أقرب باب ليشعرنا بالخطر.

بدأنا بسؤال ما هي الإنسانية وكيف يمكن لكل شخص أن يعرّفها؟ كان من الصعب أن نجد تعريفاً لهذه الكلمة المرتبطة بكينونتنا. تساءلنا عن سبب إرتباط الكلمة بشكل مباشر بالمآسي والكوارث الإنسانية التي نسببها لبعضنا البعض، ولماذا تختفي بإختفاء الُمسبب.

ذكرنا بأن الإنسانية محاولة لتهذيب الإنسان وبأنها شيء من الصعب أن يقاس، نولد معها وتشكل ما بداخلنا، وهي أكبر من أن نضعها بقالب واحد وتذهب بنا إلى تساؤلات أكثر من إجابات.

وخرجنا بمجموعة من الأسئلة، ماذا لغى إنسانيتنا؟ ما هو الإنسان؟ وهل تعريف الإنسانية مربوط بألم الآخر؟ ما هو دور الإعلام بتعظيم أمور مرتبطة بالإنسانية؟ وما هي المعايير التي تجعلنا نتعاطف مع قضية دون الأخرى؟

قد نكون إنسانيين برؤيتنا لأبسط وأجمل وأصغر الأمور، عندما تتفتح الزهرة وتثمر الشجرة وعندما نحب الخير للآخرين وبأبتسامة نراها على وجه من يُحب ونُحب. من الممكن أننا نحرم أنفسنا من الإحتفال بجمال أبسط الأمور ولكن كلما أجلّناها كلما أصبحت إنسانيتنا بعيدة عنا أكثر وأكثر، نعيشها للحظات آنية وبطريقة فوقية لتعظم “الأنا” التي بداخلنا بدلاً من أن تهذبها.

كل الشكر لطمي للتنمية الشبابية على الإستضافة ولكل من كان معنا من الأهالي الجدد والقدامى.

Our latest taghmeeseh into humanity was a mixture of the bittersweet, as it allowed us to celebrate the best in us as human beings, as well as reminding us of the worst.  Living in times of war without end and profit before people, it is no wonder that our humanity poses a difficult question.

What is the measure of our humanity?  How can we retain our humanity when people are more often being reduced to mere numbers?  How can our humanity survive all the suffering in the world?  What aspects of our humanity can we celebrate?

Our thanks to Tammey for Youth Development for opening your doors to us and to all ahel taghmees who were able to join us for this thought-provoking and emotional engagement.

لمشاهدة المزيد من الصور For more pictures

taghmeeseh into contradictions تغميسة بالتناقضات

10980759_652878811505935_7470622749849771872_n

بعد فترة غياب عن تغيمسات يوم الجمعة، عدنا لنجتمع في “دارنا” وننغمس بموضوع التناقضات. بأول تغميسة في عام٢٠١٥ كان هناك شوق لنتناقش ونتعلم ونغوص بمعنى التناقضات.

بدأنا جلستنا بالتعرف على بعض وبرواية تجربة نعيشها أو عشناها في حياتنا تمثل لنا حالة من التناقض. تنوعت وتعددت التجارب والقصص، من التناقض الذي نعيش داخل وخارج البيت ووسط من نحب، التناقض بالعمل، التناقض بهويتنا، بطريقة لباسنا وبإيماننا وبمبادئنا.

الأسئلة وجو تغميس كانت وسائلنا لنتعلم. بدأنا بمجموعة من الأسئلة وخرجنا بالمزيد منها، هل الإنسان مجبول بفكرة التناقض؟ ما معنى التناقض؟ متى نسمي الحالة متناقضة؟ لماذا نعيش حالات مختلفة من التناقض؟ ما الفرق بين التناقض والتنوع والنفاق؟ هل التناقض موجود بالنسبة للدول والمجتمعات وإلا فقط بين الأفراد؟ ما دورنا نحن بالمجتمع للتقليل من حالات التناقض التي نعيش؟ وهل تعودنا على العيش بتناقضات؟

إكتشافنا لذواتنا هي رحلة، قد نجد فيها ما هو جميل وما هو غير مرغوب فيه ولكن أجمل ما في بالموضوع هو أن نبدأ هذه الرحلة، لإن ما في دواخلنا هو سر وكنز يجب أن “نبحش” عنه كي نجده.

كل الشكر لأهل تغميس على الحضور ولمشاركتنا الأكلة والمعرفة.

From our recent taghmeeseh into contradictions in Darna (home to Taghmees and the Arab Education Forum), bringing together new friends and old to weave together our experiences, stories, and reflections for personal learning.

Our gathering was rich in self-contemplation and confrontation, trying to come to terms with our internal contradictions and make sense of external ones. We explored the gap between what we say and what we do, attempting to see our contradictions in terms of learning, discussing ways to align our actions with our beliefs. As it is often so much easier to see contradictions in others, a process of self-observation and reflection was suggested as an approach to better self-understanding.

We immersed ourselves in so many questions: why do contradictions exist? What does it mean when I say one thing and do another? To what degree can we live by our personal ethics and beliefs? How often does daily life force us to live contradictions? Do the contradictions within society exist within us? Who benefits from these contradictions? What is the importance of recognizing contradictions as they arise?

Our thanks to all those who brought their stories, thoughts, and home-made dishes, it was an overall delicious affair!

For more pictures لمشاهدة المزيد من الصور 

taghmeeseh into taghmees تغميسة بالتغميس

DSC_0031

بصيف ٢٠١٤ انتقل تغميس الى أماكن مختلفة داخل الاردن وخارجها ولكن كان هناك شوق دائم بعد إنقطاع حوالي ٣ أشهر للتغميسات. في ٩/٢٧ عادت التغميسات بأهلها وحواراتها ونقاشاتها الى الأماكن العامة بتغميسة عن التغميس وذلك لنفكر ونتأمل بتجربتنا عن التعلم مع تغميس. عادت التغميسات بعد مرور سنة عن أول تغميسة قمنا بها في حديقة المتحف الوطني عن العزلة المدنية. خلال هذه الفترة مررنا بتجارب تعلمية مختلفة اكتشفنا فيها ذواتنا بجمعاتنا ونقاشاتنا وحكاياتنا والأماكن التي زرناها.

بمطل جبل القلعة واُلمطل على المدرج الروماني ووسط البلد والساحة الهاشمية اجتمعنا بعد غياب، وجوه قديمة وأخرى جديدة بدأنا فيها مطبخنا الإجتماعي بسؤال عن تجربة كل شخص منا مع تغميس.
تعددت الإجابات النابعة من تجارب شخصية عميقة في داخل كل واحد منا، من مرحلة اكتشاف للذات، والتعرف على أنفسنا ومجتمعنا، كسر حاجز التعامل مع الناس، التعلم كيف نتعامل مع بعض كبشر وكيفية استعادة تواصلنا الإنساني، جميع هذه التجارب تكملنا جميعا كمجتمع.

شكر بأشكال متعددة لكل من شاركنا تجاربه وتأملاته وطعامه لنغذي أجسامنا وأفكارنا.

After a summer of sharing taghmees in various forms outside of Amman, it was a real treat to return to our streets and reconnect with the faces of people we now recognize as our neighbors and ahel. It’s been a year since we first started taghmeeseh in public spaces throughout our city, coming together over food for the purpose of learning. We’ve experienced so much throughout this time, discovering ourselves in each other and the stories and places that have made up our fabric.

Sitting together at sunset beneath the citadel viewpoint, looking out over downtown and the roman amphitheater, we came together new faces and familiar ones. We found taghmees to be a very personal journey, with each one of us experiencing it differently, taking from it what is needed to continue piecing together our individual puzzles.

Our thanks to all who shared their learning with us, and to those who brought along treats from their kitchen, nourishing our bodies as well as our minds.