taghmeeseh into humanity تغميسة بالإنسانية

11009980_657796477680835_292638677983133118_n

في آخر تغميسة لنا بالإنسانية أردنا أن نتوقف لبعض الوقت لنفكر بمعناها وبتجارب عشناها حرّكت شيء بداخلنا. في هذه الفسحة الفكرية بدأنا بوقفة صمت نعبر فيها عن حزننا لأشكال القهر والعنف المختلفة التي نراها بالعالم وعن إنسانيتنا الضائعة.

هذه الجلسة كانت طريقنا لنتحدث عن أشكال الظلم التي نراها كل يوم، القريبة منا والبعيدة، ولكن مع أسلوب الحياة السريع الذي نعيش لم نَعُد نحرك ساكناً وأصبح كل شيء “عادي”، وأصبحنا نقيس إنسانيتنا بعدد الذين يموتون أوعندما يُدق أقرب باب ليشعرنا بالخطر.

بدأنا بسؤال ما هي الإنسانية وكيف يمكن لكل شخص أن يعرّفها؟ كان من الصعب أن نجد تعريفاً لهذه الكلمة المرتبطة بكينونتنا. تساءلنا عن سبب إرتباط الكلمة بشكل مباشر بالمآسي والكوارث الإنسانية التي نسببها لبعضنا البعض، ولماذا تختفي بإختفاء الُمسبب.

ذكرنا بأن الإنسانية محاولة لتهذيب الإنسان وبأنها شيء من الصعب أن يقاس، نولد معها وتشكل ما بداخلنا، وهي أكبر من أن نضعها بقالب واحد وتذهب بنا إلى تساؤلات أكثر من إجابات.

وخرجنا بمجموعة من الأسئلة، ماذا لغى إنسانيتنا؟ ما هو الإنسان؟ وهل تعريف الإنسانية مربوط بألم الآخر؟ ما هو دور الإعلام بتعظيم أمور مرتبطة بالإنسانية؟ وما هي المعايير التي تجعلنا نتعاطف مع قضية دون الأخرى؟

قد نكون إنسانيين برؤيتنا لأبسط وأجمل وأصغر الأمور، عندما تتفتح الزهرة وتثمر الشجرة وعندما نحب الخير للآخرين وبأبتسامة نراها على وجه من يُحب ونُحب. من الممكن أننا نحرم أنفسنا من الإحتفال بجمال أبسط الأمور ولكن كلما أجلّناها كلما أصبحت إنسانيتنا بعيدة عنا أكثر وأكثر، نعيشها للحظات آنية وبطريقة فوقية لتعظم “الأنا” التي بداخلنا بدلاً من أن تهذبها.

كل الشكر لطمي للتنمية الشبابية على الإستضافة ولكل من كان معنا من الأهالي الجدد والقدامى.

Our latest taghmeeseh into humanity was a mixture of the bittersweet, as it allowed us to celebrate the best in us as human beings, as well as reminding us of the worst.  Living in times of war without end and profit before people, it is no wonder that our humanity poses a difficult question.

What is the measure of our humanity?  How can we retain our humanity when people are more often being reduced to mere numbers?  How can our humanity survive all the suffering in the world?  What aspects of our humanity can we celebrate?

Our thanks to Tammey for Youth Development for opening your doors to us and to all ahel taghmees who were able to join us for this thought-provoking and emotional engagement.

لمشاهدة المزيد من الصور For more pictures

مجاورة العودة

thank-u
خلال خمسة أيام من ١٤ – ١١/١٨ في عام ٢٠١٤ حاولنا خلق عالمنا، تجاورنا بأرواحنا وقصصنا وأفكارنا وأجمل ما في
الموضوع بأنه قد عدنا إلى بعض. كل شخص منا روى قصته مع فلسطين، تعرفنا على حياة بعضنا البعض، تجاورنا كمجموعات وكمُثنيات وتجاورنا مع كل كلمة وحكاية وأكلة ودبكة فلسطينية وتجولنا في مناطق أخذتنا إطلالتها إلى عالم من الحلم والواقع وتفاصيل رحلة العودة.

هذه المجاورة هي امتداد لحياتنا الذي عمل نمط الحياة السريع الذي نعيش على تهميشه، وأردنا رغم كل الظروف بأن نسرق هذه الأيام لنعيش ما فقدناه وما لا نعرفه عن بعض.

هذه المجاورات ستُنبت أخرى غيرها، البعض سنعرفها وأخرى لن نعرفها ولكن صداها سيكون واضحاً وعالي.

كل مجاورة ونحن أقرب إلى العودة وإلى فلسطين وإلى بعض ولذواتنا الصادقة.

مع فيلم لمجاورة العودة 

من قال

لا أعرف من أين ابدأ بالكتابة، نعيش في عالم مجنون ومريض بداء العنصرية والوهم. أصبحنا نعيش على “كبسة” الإعلام، تنساق مشاعرنا وعواطفنا وانسانيتنا إلى ماذا تريد وسائل الاعلام الغربية التي تمتلك كل عناصر القوة الاجتماعية الكذابة من الدين واللون الأبيض والفكر الذكوري لتحركنا اليه. نتحرك ونثور لمصالحهم ونحن من نرفع شعار المقاطعة.

من قال ان لون البشرة يحدد فكر الإنسان وتصرفاته؟

ومن قال ان طول اللحية هو دليل لأي دين؟

ومن قال ان غطاء الرأس هو غطاء للعقل؟

ومن قال ان لون العينين له أي دلالة غير انه لون؟

ومن حدد مع من يجب ان نشعر ونتعاطف ومع من يجب أن لا نشعر؟

ولمصلحة من يقتل فرد أو أفراد؟

وهل نحن ضحايا في هذا العالم أم قاهرين؟

ومن يكتب بالإعلام ويجعلنا نردد كلمات ونعزز أفكار دون أن نفكر بها؟

ومتى كان القتل شيء عادي نسمع عنه كل يوم، والقاتل الأبيض نتعاطف معه ونعطيه الوقت ليبرر نفسه ومن كان غير ذلك فهو إرهابي؟

نُولد بصفات وضع معاييرها العالم ونبذل وقتنا وحياتنا نحاول أن نكون كما يريد هذا العالم دون أن نسأل أنفسنا لماذا؟ كل شيء ممكن أن يحدث للأخرين ولكن ليس لنا، ناكرين بأننا جزء من هذا العالم نؤثر فيه كما يؤثر فينا.

صراعنا ضد من ومع من؟ قد يكون أول صراع يجب أن نخوضه مع أنفسنا لننقيها من شوائب هذا العالم لإن ما يحدث لا يمكن أن يستمر كما هو عليه.

taghmeeseh into contradictions تغميسة بالتناقضات

10980759_652878811505935_7470622749849771872_n

بعد فترة غياب عن تغيمسات يوم الجمعة، عدنا لنجتمع في “دارنا” وننغمس بموضوع التناقضات. بأول تغميسة في عام٢٠١٥ كان هناك شوق لنتناقش ونتعلم ونغوص بمعنى التناقضات.

بدأنا جلستنا بالتعرف على بعض وبرواية تجربة نعيشها أو عشناها في حياتنا تمثل لنا حالة من التناقض. تنوعت وتعددت التجارب والقصص، من التناقض الذي نعيش داخل وخارج البيت ووسط من نحب، التناقض بالعمل، التناقض بهويتنا، بطريقة لباسنا وبإيماننا وبمبادئنا.

الأسئلة وجو تغميس كانت وسائلنا لنتعلم. بدأنا بمجموعة من الأسئلة وخرجنا بالمزيد منها، هل الإنسان مجبول بفكرة التناقض؟ ما معنى التناقض؟ متى نسمي الحالة متناقضة؟ لماذا نعيش حالات مختلفة من التناقض؟ ما الفرق بين التناقض والتنوع والنفاق؟ هل التناقض موجود بالنسبة للدول والمجتمعات وإلا فقط بين الأفراد؟ ما دورنا نحن بالمجتمع للتقليل من حالات التناقض التي نعيش؟ وهل تعودنا على العيش بتناقضات؟

إكتشافنا لذواتنا هي رحلة، قد نجد فيها ما هو جميل وما هو غير مرغوب فيه ولكن أجمل ما في بالموضوع هو أن نبدأ هذه الرحلة، لإن ما في دواخلنا هو سر وكنز يجب أن “نبحش” عنه كي نجده.

كل الشكر لأهل تغميس على الحضور ولمشاركتنا الأكلة والمعرفة.

From our recent taghmeeseh into contradictions in Darna (home to Taghmees and the Arab Education Forum), bringing together new friends and old to weave together our experiences, stories, and reflections for personal learning.

Our gathering was rich in self-contemplation and confrontation, trying to come to terms with our internal contradictions and make sense of external ones. We explored the gap between what we say and what we do, attempting to see our contradictions in terms of learning, discussing ways to align our actions with our beliefs. As it is often so much easier to see contradictions in others, a process of self-observation and reflection was suggested as an approach to better self-understanding.

We immersed ourselves in so many questions: why do contradictions exist? What does it mean when I say one thing and do another? To what degree can we live by our personal ethics and beliefs? How often does daily life force us to live contradictions? Do the contradictions within society exist within us? Who benefits from these contradictions? What is the importance of recognizing contradictions as they arise?

Our thanks to all those who brought their stories, thoughts, and home-made dishes, it was an overall delicious affair!

For more pictures لمشاهدة المزيد من الصور 

taghmeeseh into stereotypes تغميسة بالتنميط

1525237_623330221127461_1829930268369816023_n

ما هي المعايير التي تسيطر على شكل حياتنا؟ ومن يضع هذه المعايير؟ وهل هناك مقياس واحد يوحد الناس والأفكار؟ وكيفتحدث عمليات التنميط؟ وبناء على ماذا تحدد أشكال السلوك النمطية؟

تغميستنا بالتنميط كانت من أجمل الطرق لنقول وداعا لعام ٢٠١٤، الإيام غير مقسمة بأرقام، نطوي صفحة لنفتح أخرى ولكن كل الصفحات مترابطة نؤلف من خلالها قصة حياتنا لنتعلم من كل تجربة وحكاية. في مكتب أهل جلسنا جميعا كأهل لننغمس بموضوع التنميط، ونفهم أكثر ما أشكاله وكيف نمارسه وكيف يمارس علينا من خلال قصصنا.

غصنا في معنى كلمة تنميط، من يسفيد من  ممارسات التنميط وعلى حساب من؟ ولماذا ننمط؟ من أين تأتي الصورة النمطية؟ كيف تختلف الأحكام عن الأفكار النمطية؟ ما علاقة الوعي بالتمنيط؟ وهل نكون واعيين عندما ننمط؟ هل من الممكن ان نتوقف عن التنميط؟

كل شخص أخذ جزء من المعرفة التي إنغمسنا بها، ومن الجميل أن نتمهل في ظل الحياة التي نعيشها ونفكر بالريقة الت ننظر ونتعامل بها مع بعض.

كل الشكر لكل من كان معنا من الأهالي القدامى والجدد، وشكرا أهل على الإستضافة.

وكل تغميسة ونحن بخير 🙂

What are the standards that control our lives? Who places these measures? Is there only one standard measure that can be applied to us all? On what basis are they decided?

These are some of the questions that we immersed ourselves in during yesterday’s taghmeeseh into stereotypes. Our stories were the main source of our exploration, using our lives to struggle through the term, our interpretation of it, and its implications on our behaviours, actions, and reactions. Stories lead to more questions: Do we represent the ‘groups’ we come from? Can we generalise and associate any idea/characteristic to all people in any specific ‘group’? Do we apply stereotypes without realising it? How can I know what stereotypes I’m carrying around? How different are stereotypes from judgements? Who do stereotypes generally serve? How do they play a role in marginalising different people?

Our thanks for all who joined us, and to Ahel for opening up their space to ahel taghmees. Your work and hospitality are much appreciated!

More photos لمشاهدة المزيد من الصور

taghmeeseh into taghmees تغميسة بالتغميس

DSC_0031

بصيف ٢٠١٤ انتقل تغميس الى أماكن مختلفة داخل الاردن وخارجها ولكن كان هناك شوق دائم بعد إنقطاع حوالي ٣ أشهر للتغميسات. في ٩/٢٧ عادت التغميسات بأهلها وحواراتها ونقاشاتها الى الأماكن العامة بتغميسة عن التغميس وذلك لنفكر ونتأمل بتجربتنا عن التعلم مع تغميس. عادت التغميسات بعد مرور سنة عن أول تغميسة قمنا بها في حديقة المتحف الوطني عن العزلة المدنية. خلال هذه الفترة مررنا بتجارب تعلمية مختلفة اكتشفنا فيها ذواتنا بجمعاتنا ونقاشاتنا وحكاياتنا والأماكن التي زرناها.

بمطل جبل القلعة واُلمطل على المدرج الروماني ووسط البلد والساحة الهاشمية اجتمعنا بعد غياب، وجوه قديمة وأخرى جديدة بدأنا فيها مطبخنا الإجتماعي بسؤال عن تجربة كل شخص منا مع تغميس.
تعددت الإجابات النابعة من تجارب شخصية عميقة في داخل كل واحد منا، من مرحلة اكتشاف للذات، والتعرف على أنفسنا ومجتمعنا، كسر حاجز التعامل مع الناس، التعلم كيف نتعامل مع بعض كبشر وكيفية استعادة تواصلنا الإنساني، جميع هذه التجارب تكملنا جميعا كمجتمع.

شكر بأشكال متعددة لكل من شاركنا تجاربه وتأملاته وطعامه لنغذي أجسامنا وأفكارنا.

After a summer of sharing taghmees in various forms outside of Amman, it was a real treat to return to our streets and reconnect with the faces of people we now recognize as our neighbors and ahel. It’s been a year since we first started taghmeeseh in public spaces throughout our city, coming together over food for the purpose of learning. We’ve experienced so much throughout this time, discovering ourselves in each other and the stories and places that have made up our fabric.

Sitting together at sunset beneath the citadel viewpoint, looking out over downtown and the roman amphitheater, we came together new faces and familiar ones. We found taghmees to be a very personal journey, with each one of us experiencing it differently, taking from it what is needed to continue piecing together our individual puzzles.

Our thanks to all who shared their learning with us, and to those who brought along treats from their kitchen, nourishing our bodies as well as our minds.

تجوال مع أهل فلسطين

IMG_3149

قبل شهرين كان لنا في تغميس تجربة حياتية أكثر من رائعة، عشنا روح التجوال مع اجمل ٢٥ شخصا من أهل فلسطين. فلسطين، بقراها ومدنها وحكاياتها ورائحتها وأغانيها كانت حاضرة معنا، كانت هذه من المرات القلائل التي نكسر فيها الحدود الوهمية ونجتمع معا لمدة ٤ أيام، نتجول ونتعلم وننغمس بجمال طبيعتنا وتاريخنا وأرواحنا.

الصراحة كان هناك شعور ممزوج بالتحمس والقلق، لم نكن نريد لأي من السياسات القاهرة أن تفسد روح وجمال الخلطة، أردنا أن نعيش هذه ال٤ أيام بكل إنسانيتنا، دون أحكام أو قهر أو منع لأي حرية تجول أو تنقل نتيجة لممارسات فرضت علينا، أردنا فقط آن نمارس إحدى أبسط الغرائز البشرية …. وهي أن نتعلم دون قيود.

بكل حماس توجهنا الى جسر الملك حسين في الشونة الجنوبية لنبدأ تجوالنا، حب وحماس من اللحظة الأولى، تحول الباص الى حلبة مصغرة من الغناء والرقص. من هناك توجهنا الى وادي الهيدان، ٥ ساعات من التجوال والمشي بالمياه وبين الصخور الطبيعية وبعد ذلك انطلقنا الى الشمال لتكون غابات راسون واشجار البلوط والسنديان بيتنا لهذة الاربع أيام.

بين عجلون وجرش والسلط وأم قيس تشاركنا أفكارنا وأحاديثنا وأغانينا وتعمقنا بأرواح بعض، تنقلنا بين الطبيعة والتاريخ والأهالي، كل له بصمته في تجوالنا. في أم قيس وعلى مشارف بحيرة طبريا توقف الزمن لساعات قلائل، كان صوت التأمل والذكريات والمستقبل المنشود أعلى من أي شيء، الأرض قريبة ولكن الوصول صعب.

بتغميستنا بالتجوال كانت قصصنا حاضرة معنا من بقاع فلسطين المختلفة، رام الله، نابلس، القدس، بيت صفافا، فرخة، قلنديا، أسرى محررين، بالنسبة لنا كانت هذه قصص وأماكن نسمع عنها، كل شيء يبعدنا أكثر وأكثر عن بعض، نستخدم الضفة الغربية بدل فلسطين، الأسرى المحررين أشخاص نسمع عنهم ولكن لا نعرفهم أو نسمع منهم، قرى فلسطين أصبحت أماكن لا تذكر ولا حتى على الخريطة. في تغميستنا تساءلنا عن وقع ودور التجوال في نفس كل واحد منا، تعددت الأجوبة والخواطر ولكن خرجنا بفكرة أن التجوال هو شكل من أشكال المقاومة الغير مباشرة، مقاومة لكل القوى التي تجعلنا على جهل بقصصنا وتاريخنا وأماكننا، وتنسينا أن وجعنا وحبنا وألمنا واحد.

بعد هذا التجوال أصبحنا أقرب الى بعض، نتابع بشغف ما يحدث في قطاع غزة، أسر ضياء ومنير، دعاء وزيارتها لبيوت الشهداء، أصالة وشغفها وهمها ورغبتها لعمل كل شيء لأهل غزة، صور ملك في القدس…. لم تعد القصص بعيدة بل أصبح لها رائحة وشكل ووقت وزمان ومكان.

أحب أهل الملتقى التربوي العربي في فلسطين التجوالات على أرضها وأرادوا لهذه التجربة أن تتوسع أكثر فكان هذا التجوال الثاني لهم في الأردن، يتجولون حاملين في صدورهم فكر “تجول في الأرض تمتلكها”.

شكر من أهل تغميس على هذا التجوال، تعلمنا الكثير ومازال أمامنا العديد من الأماكن التي تنتظرنا لنتجول بها ونتعلم منها وعلى أرضها.

حب وحنان لكل أهل الملتقى التربوي في فلسطين وإلى لقاء.

لمشاهدة المزيد من الصور

فيديو التجوال

غرفة الترحيل

photo

لا استطيع ان اذكر من سألني عن سبب ذهابي الى لبنان ؟

ما يدور في خاطري الان هو اني اردت ان اتواصل مع بعضي، مع ما تبقى لي من اصدقاء واهل

مع ما تبقى من ضحك والم.

صورة لنا في الطائرة الى بيروت اشعرتني باني انسان عادي مثل من معي في الصورة لم اتصور اني مثير للريبة ولا للشك.

لم يكن لدي ادنى شك بعدم دخولي الى لبنان، خيّل لي ان هذه المرة ستكون اسهل المرات وخصوصا باني امتلكت كل الاوراق الغير اعتيادية المطلوبة.

وقفت دينا لتتزود ببعض الماء.
سبقتها لاراجع مكتب امن عام المطار، سلمت الاوراق المطلوبة، وجلست، سالني عن سبب قدومي، قلت لاحضر عيد ميلاد اخوتي جودي وجنا.
في هذه اللحظات بدأ موسم الانتظار.

اتّصل باختي كارمن تاكد منها اذا هي اختي، بعدها اجرى عدة مكالمات، تسألت عن ماذا يحدث، قال لي لا حق لك بان تعرف اما ان ترجع او نقبل بدخولك .

قال لي:  انت فلسطيني سوري

جاوبت متداركا: وجزائري متل ما انت شايف

قال لي:  ليش ما حكيت

قلت له: ما سالت

الحوارات كانت متقطعة،  كان في الغرفة شباك اطل بالنسبة لي على دينا وريف، ضحك مسروق من الزجاج من الساعة 11:30 صباحا للساعة 2:40 ظهرا.

جالس انا في المطار انتظر اجابة من شخص جلف ومتسلط.

اعتقد ان ما جعل وقت الانتظار يحتمل كان فكرة تراودني اني سادخل بيروت هذه المرة فرحا اكثر من اي وقت مضى لاني دخلتها بصعوبة، تخيلت نفسي اركض في مساحات المطار بعد ان يختم جواز سفري، تخيلتني اقفز مع دينا وريف بكل سذاجة في انحاء المطار، تخيلت حديثا مسائيا مع ضياء وحمودة عن “ابن الشرموطة” هذا وكيف عوفني الله.

الساعة 2:40

قال لي: لقد وصل الرد

نظرت اليه مستفهما

قال: سوف ترجع

احسست بانكسار، ولكن بطريقة لا اعرفها الان
قلت له: كتير منيح ممكن المرات الجاي يصير الرد اسرع الناس مش فاضية تستناكم .

اعطيت ريف ودينا الاغراض التي رغبت بتوصيلها الى بيروت، شعرت باني لا استطيع لمسهم  تمنيت ان اضمهم ولكن لو فعلت لبكيت.

 اتى العسكري المسؤول عن الترحيل، واخذني الى غرفة الترحيل، في غرفة الترحيل انت اقل من انسان عادي انت كائن يحتاج لاذن لدخول الحمام.

هناك جلست و مصطفى (ابو عبد الرحمن) رجل مصري عمره 55 عاما، ويوسف شاب مصري من بورسعيد، ورجل تركي لا يتكلم العربية ولا الانكليزية، ومؤمن من سوريا لا اعرف عمره
عند دخولي زاد مصطفى من كربتي حينما قال لي: لقد اتصلت امك قبل قليل وانا حدثتها
لم استطع ان اسأله عن اي تفاصيل لا اعرف سبب ذلك
كل ما رغبت به كان لحظة من السكون علني اقدر على التفكير بقرار او حل لما انا فيه، ولكن مصطفى و يوسف كانو منهالين علي بالاسئلة والتحليلات، اعتقد ان نفس السؤال كان يشغلهم ولكنهم شغلو انفسهم باي شي علهم ينسون السؤال.

كل شيء مؤلم في هذه اللحظة.

صوت مصطفى وهو يحكي ويكذب علينا، ويوسف هذا الشاب الذي اعتقد بان لبنان بلدا جميلا كما في الاغنيات والصور.

كل الافكار التي تجول في خاطري: لدي بعض الامل باني ساذهب الى الجزائر، ومن هناك اقدم لفيزا الى لبنان وارجع .

ولكن ماذا لو لم يعطوني فيزا ؟ ماذا لو منعوني من دخول الاردن ؟ لماذا علقت انا هكذا ؟ ما الغلط الذي ارتكبته حتى حصل هذا ؟

صوت اذاعة المطار وبرد المكيف يقطع افكاري ويزيد من ضيقي .

شعوري غريب جدا مليء بالترقب والحيرة .

تعود تلك الاسئلة .

من اين انا ؟ ولماذا لا املك مكان ما اكون منه واعيش فيه اشبه كل ما يحطيني فيه حتى الناس ؟

كل ما ارغب به الان هو رؤية كارمن وامي وجودي وجنا

احتاج بعضا من اليقين.

وضعي احسن من الكثير من اصدقائي على الاقل املك الجزائر صوت في داخلي يردد تلك المعلومة

الانتظار مع الوقت يتحول لعادة، كل ما اتمناه حاليا ان يعود اهلي لايقاع حياتهم، الا يتأثروا بالموضوع  ولا يشعروا بمأساة من نوع ما، صوت صفير يصدر كل ثانيتن يقطع افكاري مجداد، ضوء النيون الابيض القوي، وصوت تنفسنا كل الاشياء تثير الفزع.
الغرفة مليئة بالترقب، اشعر كاني محاصر مرة اخرى في جامع علي.

يخرجني من حالة الحصار صوت عسكري جديد، يقول لي صار موعد طائرتك، حملت اغراضي ومشينا سألته مستهزئاً هل من وقت لتّسوق؟ جاوبني بازدياد سرعة خطواته وصلنا بسرعة  هائلة الى الطائرة

الميزات في الترحيل هي التدخين في ارجاء المطار، وعدم انتظار الصفوف الطويلة.

بالطيارة ساورني شعور من الراحة بان ليس هناك من شيء اقوم به  على الاقل لمدة ساعة غفوت.

الحلم كان غريبا، حلمت لو انا الطائرة ترتطم بمدرج الاقلاع محدثا نفسي بان فرصي بذلك اصبحت افضل حيث اني  مارست الطياران مرتين اليوم .

الموت كان واضحاً دقائق لا متناهية من النوم العميق.

لا اعرف لماذا لم اعد اشعر بالاكتراث لاي شيء قد يحصل، كل ما شغلني هو اني عند هبوط الطائرة ساشغل الواتس اب، اريد ان اطمئن على امي وكارمن وريف ودينا ورهف.

تهبط الطائرة تصلني رسالة من شركة الهاتف النقال  (نهنئكم بالسلامة ونرجو ان تكونوا قد استمتعتم في سفركم )..